نأسى لواديك أم نبكي لوادينا
وأفرح بهذا وأعجب به، ولكن كيف يتركني جهابذة الأدب العربي أفرح؟
قرأت نقد القصيدة، ويل للعظيم من الصغير، وويل للعمالقة من الأقزام وأشباه الأقزام، ما هذا أيها الأستاذ الناقد؟ من قال لك إن الشعر يصنع به هذا الذي تصنعه، وأي ذوق سقيم تفرضه على أبنائنا؟
وكيف تفعل بشوقي وشعره هذه الأفاعيل؟ إن الناقد الذواقة المتمكن حين يقف أمام نص كهذا وقفت أمامه الأجيال خاشعة مكبرة، عليه فقط أن يبحث عن سر عظمته وخلوده وروعته، وبعد فإنني أرجو ألا يقرأ طلبة الثانوية العامة هذا الذي أكتب، فإن عليهم في الغد القريب أن يمحقوا شوقي في ورقة الإجابة أو هم ملاقون من المصححين الويل والثبور وعظائم الأمور، والأمر لله من قبل ومن بعد.
همسة لأعضاء مجلس الشعب
أنتم بعد أشهر قلائل ملاقون ناخبيكم، والناخبون الآن ينبث بينهم المتعلمون من حملة الشهادات العلمية، فهم يبصرونهم بأمور، لعله لا يسركم أن يبصروها.
وأول هذه الأمور وأهمها مسألة الجمع بين وظيفتين، لا أعتقد أن أحدا سيغفر لكم أن تجمعوا بين وظيفتين في الوقت الذي تحرمون فيه ذلك على صغار الموظفين والذين يحتاجون إلى وظيفتين وثلاثا وعشرا إن أمكنتهم الطاقة وأتيحت لهم السبل.
ولا أعتقد أحدا سيقبل منكم أنتم بالذات أن تكونوا أعضاء مجلس شعب ونواب مصر جميعها، والمشرعين والرقباء على جهازها التنفيذي، وتظلون مع هذا موظفين في الجهاز التنفيذي الذي أنتم رقباء عليه.
لا يستطيع أحد أن يتصور أن يكون أحدكم موظفا في وزارة لها وزير، ويكون في نفس الوقت رقيبا على هذا الوزير، وقد كان النظام يقضي بأن تترك للنائب فرصة ثلاثة أشهر يختار بعدها أن يظل في وظيفته أو يصبح عضوا في المجلس التشريعي.
وأنا أعتقد على أي حال أن استثناءكم أنتم بالذات من قانون الجمع بين وظيفتين، يجعل القانون غير مقنع لمن يطبق عليه.
अज्ञात पृष्ठ