وعن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أنسابكم هذه ليست بسباب على أحدكم، وإنما أنتم ولد آدم طف الصاع لن تملؤوه، ليس لأحد فضل على أحد إلا بالدين أو عمل صالح، بحسب الرجل أن يكون بذيا بخيلا».
وفي رواية له: «ليس لأحد على أحد فضل إلا بدين أو تقوى، وكفى بالرجل أن يكون بذيا فاحشا بخيلا».
وقوله: طف الصاع، أي: قريب بعضكم من بعض، يقال: هذا طف المكيال وطفافه وطفافه، أي: ما قرب من ملئه، والمعنى، كلكم في الانتساب إلى أب واحد بمنزلة واحدة في النقص والتقاصر عن غاية التمام. وشبههم في نقصانهم بالمكيل الذي لم يبلغ أن يملأ المكيال، ثم أعلمهم أن التفاضل ليس بالنسب، ولكن بالتقوى.
ولابن لال والعسكري: الناس كأسنان المشط، وإنما يتفاضلون بالعاقبة، أي: كلهم متساوون في الصور، وإنما يتفاوتون في الأعمال، فلا تصحبن أحدا لا يرى لك من الفضل ما ترى له.
पृष्ठ 51