ودهدهته: دحرجته، وفي الحديث أيضا: [كما] يدهده الجعل خير من الذين ماتوا في الجاهلية، والمراد: الذي يدحرجه من النجس.
عبية الجاهلية: بضم العين المهملة وكسر الموحدة المشددة وفتح المثناة التحتية المشددة: الكبر والنخوة. قال في النهاية: "وتضم عينها وتكسر، وهي فعولة أو فعيلة فإن كانت فعولة فهي من التعبية، لأن المتكبر ذو تكلف وتعبية خلاف من يسترسل على سجيته، وإن كانت فعيلة فهي من عباب الماء وهو أوله وارتفاعه، وقيل: إن اللام قلبت ياء كما فعلوا في تقضي البازي".
وقوله: إنما هو، أي: الأمر والشأن مؤمن تقي، وفاجر شقي. قال الخطابي: "معناه أن الناس رجلان: مؤمن تقي فهو الخير الفاضل وإن لم يكن حسيبا في قومه، وفاجر شقي فهو الدنيء وإن كان في أهله شريفا رفيعا". انتهى.
والحديث وإن كان واردا في الآباء الكفار لكن النهي لا يتقيد بذلك، والأحاديث والآثار متظافرة على النهي عن التفاخر بالأنساب مطلقا؛ فعن جابر رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق خطبة الوداع فقال: يا أيها الناس، إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر، إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم. ألا هل بلغت؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فليبلغ الشاهد الغائب، ثم ذكر الحديث في تحريم الأموال والدماء والأعراض. رواه البيهقي، وقال: في إسناده بعض من يجهل.
पृष्ठ 49