ولا يدر على مرعاكم اللبن
جزاء كل قريب منكم ملل
وحظ كل محب منكم ضغن
وتغضبون على من نال رفدكم
حتى يعاقبه التنغيص والمنن
أبعد هذا أستطيع أن أمد يدا إلى سيف الدولة، أو أن أنزل له بجوار؟ - أنا كفيل بأن أكبر أمنية لسيف الدولة أن يراك في قصره، وأن يعيد بشعرك عظمة ملكه وصولة سلطانه.
هذا كلام يا ابن يوسف، وهبني أطعتك وذهبت صاغرا إلى سيف الدولة، فكيف أصل إليه إذا لم أمر ببلاد كافور، وأظنه اليوم قد ملأ كل الطرق عيونا علي وأرصادا؟ - فأين تذهب إذا لم تذهب إلى سيف الدولة؟ - والله لا أدري أين أذهب. - هل خطرت ببالك بغداد؟ - بغداد؟ ألا تزال تظنها دار الخلافة، وموئل العربية بعد أن استولى عليها الديلم، واستبد بها معز الدولة؟ إنها لا تجمع اليوم إلا شذاذ الشعراء، وحثالة المسترزقين بالأدب، الذين يغدق عليهم الوزير المهلبي الماجن، ويرسلهم على أعدائه ومنافسيه كما ترسل الكلاب المضراة خلف صيد نافر. على أن حمقي الذي سد علي طريق العودة إلى سيف الدولة قد أوصد الباب بيني وبين بغداد؛ لأنني اندفعت حينما كنت بحضرة سيف الدولة إلى أبيات كلها تعريض بصاحب الأمر ببغداد، فقد قلت أخاطب سيف الدولة:
فدتك ملوك لم تسم مواضيا
فإنك ماضي الشفرتين صقيل
إذا كان بعض الناس سيفا لدولة
अज्ञात पृष्ठ