قصة آدم عليه الصلاة والسلام
سئل الهادي إلى الحق يحي بن الحسين صلوات الله عليه عن قول الله تبارك وتعالى:{ وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس } [الكهف: 50]، كيف كان السجود من الملائكة صلوات الله عليهم؟
فقال: معنى قوله: { اسجدوا لآدم{ ، إنما أراد بذلك اسجدوا من أجل آدم تعظيما لخالقه، إذ خلقه من أضعف الأشياء وأقلها عنده، وهو الطين، فجاز أن يقال: اسجدوا لآدم لما أن كان السجود من أجل خلقه.
وقوله: { فسجدوا إلا إبليس{ ، وإنما جاز أن يجعل إبليس معهم في الأمر وإن لم يكن من جنسهم إذ كان حاضرا لأمر الله لهم، فأمره بالسجود معهم، وإن لم يكن جنسه جنسهم؛ لأن الملائكة صلوات الله عليهم إنما خلقوا من الريح والهوى، وخلقت الجن كلها من مارج النار. ومارج النار فهو الذي ينقطع منها عند توقدها وتأججها.
قلت: فما الدليل على أن إبليس من الجن؟
قال: قول الله جل ذكره: { إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه } [الكهف: 50].
قلت: فهل أمرت الجن كلها بالسجود، أم خص الله إبليس بذلك دونهم؟
قال: لم يأمر الله سبحانه أحدا منهم إلا إبليس فقد أمره الله بالسجود دونهم.
قلت: أفمخصوص كان بذلك دونهم؟
قال: نعم كان مخصوصا بالأمر.
قلت: فعصيان آدم صلوات الله عليه في أكل الشجرة كيف كان ذلك منه أتعمدا أم نسيانا؟
فقال: قد أعلمك الله في كتابه من قوله: { ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما } [طه: 115] يقول لم نجد له عزما على أكلها واعتمادها بعينها.
पृष्ठ 603