77

खतरात नफ्स

خطرات نفس

शैलियों

ودع من الناس ما تعسر

فإنما الناس من زجاج

إن لم ترفق به تكسر

فتسامحوا وتصافوا، إن الله يحب المتصافين المتسامحين.

للعام الهجري الجديد

القاهرة في 17 من يوليه سنة 1926

في ليالي هذا الأسبوع الأول من شهر المحرم رسمت على صفحة السماء أهلة؛ كأنها شقق اللجين تتزايد، ثم تتزايد حتى تصبح بدورا، كلما تقدمت ليالي الشهر إلى منتصفه، ثم تتناقص هذه البدور حتى تغيب، وهكذا تنشأ الأهلة، وتنمو في كل شهر عربي، وهكذا تتضاءل البدور وتضمحل وتغيب.

ولقد اعتاد الناس أن يستبشروا ببزوغ الهلال، أول كل شهر عربي، ويدعوا ربا طالما تقبل دعاء المستبشرين أن يهله بالأمن والإيمان والبر والسلامة، وأن يجعل الشهر مباركا عليهم، وعلى آلهم وعشرائهم ومن يحبون. •••

وفى هذا الأسبوع من هذا الشهر كم من دعوة عرجت إلى السماء من قلب يملؤه الرجاء، وكم من قبلة ساذجة طاهرة ألقتها أم رءوم على جبين ولدها وهى تنظر إلى الهلال باسمة مستبشرة، وكم من صديق نظر إلى وجه صديقه وفاض من عيونهما البشر بعد أن لمحا القمر الناشئ في الأفق، وإن وراء هذه الدعوات وإن حول هذه القبلات، وإن خلال هذه البسمات، قد يتجلى عطف الله على الناس ورحمته السابغة عليهم، والله يحب الآملين، ويرأف بمن يحسن به الظن من عباده، ولا يرضى عن القانطين منهم الذين لا يرجون ولا يتشوقون. •••

في الأخبار أن الله أوحى إلى داود عليه السلام أن أحبني، وأحب من يحبني، وحببني إلى خلقي، فقال داود: يا رب كيف أحببك إلى خلقك؟ قال: اذكرني بالحسن الجميل، واذكر آلائي وإحساني، وذكرهم ذلك، فإنهم لا يعرفون مني إلا الجميل.

अज्ञात पृष्ठ