علم الكتاب) * (1) [مثل قوله]: * (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) * (2) [ومثل قوله] * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) * الآية (3).
قال يحيى بن الحسن المصنف: اعلم أن الله سبحانه وتعالى، قد ذكر في هذه الآية فرض طاعته تعالى على خلقه، وثنى بذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وثلث من غير فاصلة بذكر أمير المؤمنين عليه السلام.
فلما ذكر أنه سبحانه وتعالى ولينا ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولينا كذلك، ثم ذكر أمير المؤمنين عليه السلام في ثالث الذكر من غير فاصلة علم أنه قد وجب له من ولاء الأمة ما وجب لله تعالى ولرسوله على حد واحد من حيث حصل الاخبار بوجوب ولا يتهم جميعا في آية واحدة ولا تخصيص، وإنما ذكر القديم تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بعد ذكر فرض طاعته تعالى ليعلم الأمة بأن لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من فرض الطاعة ما لله تعالى وكذلك ذكر سبحانه وتعالى في ثالث الوجوب فرض ولاية مولانا أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله ليعلم الأمة اله من وجوب الطاعة ما لله سبحانه وتعالى ولرسوله.
وإذا كان هذا هو المراد ثبت له ولاء الأمة بعد رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بالوحي العزيز الذي * (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) * (4).
وزاده تعالى تأكيدا ووجوبا بقوله تعالى: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) * ولفظة " انما " للتحقيق والاثبات، ومعنى ذلك انها محققة لما ثبت نافية لما
पृष्ठ 83