88

खासाइस सैयद अल-अमान

«خصائص سيد العالمين وما له من المناقب العجائب على جميع الأنبياء عليهم السلام» (مطبوع مع: منهج الإمام جمال الدين السرمري في تقرير العقيدة)

अन्वेषक

رسالة ماجستير، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة - كلية أصول الدين - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

प्रकाशक

(بدون)

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

शैलियों

(فصل) (١) فأما موسى ﵊ فهو صفي الله تعالى [ق ١٦/ظ] ونجيّه وكليمه ونبيّه ورسوله، ففضله ليس يخفى، ونور جلاله قدره لا يَطفا، عالج القبط وبني إسرائيل، وقاسى شدائد منهم شرحُها طويل، وجاهد أعداء الله تعالى (ونصر كلمته، وصابر وثابر لله تعالى) (٢) وبلّغ رسالته، فصلوات الله عليه ما كان أصبره، وبمُداراة القوم ومُدارأتهم (٣) ما أخبره، وقد أُعطي محمد ﷺ من ذلك ما تُعقد عليه البنان الخمس، وسار في الآفاق مسير القمر والشّمس، فكل فضيلة أوتيها موسى، وكل قضيّة (٤) لقيها نعمى وبؤسى، فلمحمّد ﷺ نظيرتها وأكبر، وأوضح منها لمن تأمّلها وأظهر، وكلٌّ كان عند الله وجيهًا، وكل منهما قد كان نبيًّا نبيهًا، فمن ذلك معجز موسى ﵊ في العصا واليد وانفجار الماء من الحجر في التّيه، فإن الله تعالى أعطى محمّدًا ﷺ مثل ذلك أو أعجب وأعظم فإن العصي (٥) (لموسى) (٦) ﵊ كانت من خشب يجعلها الله تعالى له ثعبانًا حيًّا يتلقف ما يأفك سحرة فرعون ثم تعود إلى خاصيتها وسيرتها الأولى، وكان لموسى ﵊ فيها مآرب أخرى فما ذاك بأعجب من جذع يابس كان محمد ﷺ يخطب عليه، فلما عمل المنبر وتحوّل إليه حنّ ذلك الجذع إليه كحنين العشار إلى أولادها، وجعل يَخُور كما يخور الثور حتى سمع أهل المسجد ذلك، فلم يزل كذلك يحنّ ويئنّ حتى جاءه رسول الله ﷺ فاحتضنه وضمّه إليه فسكن وقال: «والذي نفسي بيده لو (لم) (٧) ألتزمه لما زال كذلك حتى تقوم الساعة جزعًا على رسول الله ﷺ» (٨)، وأعجب من ذلك أنه دعا شجرةً من أقصى الوادي فجاءت تَخُدّ الأرض (٩)

(١) "فصل" ليس في ب. (٢) "ونصر كلمته وصابر وثابر لله تعالى" ليس في ب. (٣) مدارأتهم: من درأ يدرأ درءًا إذا دفع. النهاية (٢/ ٢٤٤). (٤) في ب "فضيلة". (٥) في ب "العصا". (٦) "لموسى" ليس في ب. (٧) "لم" ليس في ب. (٨) أخرجه البخاري (٤/ ١٩٥)، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام، ح ٣٥٨٣، بلفظ: "كان النبي ﷺ يخطب إلى جذع، فلما اتخذ المنبر تحول إليه فحنَّ الجذع فأتاه فمسح يده عليه"؛ وأخرجه أحمد في مسنده (١٠/ ١٢٧) ح ٥٨٨٦، من طريق عبدالله بن عمر ﵁، بلفظ: "كان جذع في المسجد يسند رسول الله ﷺ ظهره إليه إذا كان يوم جمعة، أو حدث أمر يريد أن يكلم الناس، فقالوا: ألا نجعل لك يا رسول الله شيئًا كقدر قيامك؟ قال: «لا عليكم أن تفعلوا»، فصنعوا له منبرًا ثلاث مراقي، قال: فجلس عليه، قال: فخار الجذع كما تخور البقرة جزعًا على رسول الله ﷺ، فالتزمه ومسحه وسكن"؛ وأخرجه الطحاوي بنحوه في شرح مشكل الآثار (١٠/ ٣٧٨) ح ٤١٧٩، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، الطبعة الأولى ١٤١٥، مؤسسة الرسالة. (٩) تخد الأرض: أي تشقها. انظر: لسان العرب (٢/ ١٦٠).

1 / 372