هذه السورة مُكرَّرة في صلاته في كل ركعة من الصلوات الخمس فجعل صلاته كلّها حمدًا لله تعالى، هذا غير ما يحمده في غيرها ضمن التسبيح والتحميد والتكبير الذي كان يفعله عقيب الصلوات وعند المنام وعند القيام وعند الطعام وعند غالب أحواله ولأمَّته من ذلك النصيب الوافر، ولهذا أنزل في التوراة على موسى في صفتهم أنهم "الحمَّادون رُعاة الشمس" (١) يعني المحافظين على الصلوات في أوقاتها بمراعاة (٢) زوال
الشمس وتحلّقها (٣) وغروبها وغير ذلك، فمحمَّد ﷺ وأمَّته الحمَّادون الله (٤) على كل حال وفي كل نعمة، وفي التوراة أنهم الحمادون على كل نجد (٥) (٦)؛ وقوله:
_________
(١) روى البغوي بسنده في تفسيره -معالم التنزيل- (٣/ ٢٧٩)، تحقيق: محمد النمر وعثمان ضميرية وسليمان الحرش، الطبعة الرابعة ١٤١٧، دار طيبة، عن كعب الأحبار "أن موسى نظر في التوراة فقال: إني أجد أمة خير الأمم أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله وبالكتاب الأول وبالكتاب الآخر، ويقاتلون أهل الضلالة حتى يقاتلوا الأعور الدجال، رب اجعلهم أمتي، قال: هي أمة محمد يا موسى، فقال: ربي إني أجد أمة هم الحمادون رعاة الشمس المحكمون إذا أرادوا أمرًا قالوا نفعل إن شاء الله فاجعلهم أمتي، قال: هي أمة محمد ... "؛ وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (٥/ ٣٨٥).
(٢) كذا في أونسخة بهامش ب. وفي ب "لمُرعاة".
(٣) في هامش ب "التحلُّق: استواء الشمس في الفلك".
(٤) في نسخة بهامش ب "لله" بالجر.
(٥) النجد: ما ارتفع من الأرض. النهاية (٥/ ٤٧).
(٦) روى البغوي بسنده في تفسيره (٣/ ٢٨٩)، عن كعب ﵁ قال: "إني أجد في التوراة مكتوبًا محمد رسول الله لا فظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح، أمته الحمادون يحمدون الله في كل منزلة ويكبرونه على كل نجد ... ".
1 / 356