التوراة مكتوب محمد حبيب الرحمن (١).
فإن قيل: إن إبراهيم ﵊ حُجب عن نُمروذ (٢) بحُجب ثلاثة (٣)، قيل: إنَّ محمَّدًا صلوات الله وسلامه عليه حجبه الله تعالى بستة حجب قال [الله] (٤) تعالى في حقّه: ﴿إِنَّا جَعَلْنَا [ق ٧/ظ] فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (٨) وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ﴾ [يس: ٨ - ٩] فهذه أربعة حجب ثم قال تعالى: ﴿وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ
الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (٤٥) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ
_________
(١) هذا الخبر جزء من حديث الإسراء الطويل المتقدم تخريجه، وقد أخرج هذا الخبر بلفظ: «وهو مكتوب في التوارة محمد حبيب الرحمن» البزار في مسنده (١٧/ ١١)، وأخرجه بنحوه ابن جرير في تهذيب الآثار (١/ ٤٤١)، وابن كثير في تفسيره (٥/ ٣٧)، والهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (١/ ٢٣٦)، طبعة ١٤٠٨، دار الكتب العلمية، بيروت؛ وقال: "ورجاله موثقون إلا أن الربيع بن أنس قال عن أبي العالية أو غيره فتابعيه مجهول". مجمع الزوائد (١/ ٢٣٦).
(٢) في ب "نمرود" بالدال المهملة، وكلا الوجهين صحيح عند الجمهور، قال الزبيدي: "نمرود بالضم وإهمال الدال وإعجامها، وفي المزهر -المزهر في علوم اللغة وأنواعها، للسيوطي- بالوجهين، وصرَّح العصام وغيره بأنه المعجمة، قال شيخنا: يؤيده ما أنشده الخفاجي في المجلس الثامن من الطراز لابن رشيق من قوله:
يا رب لا أقوى على دفع الأذى
وبك استعنت على الزمان المُوذي
مالي بعثت إليَّ ألف بعوضة
وبعثت واحدة على نمروذ -هذا اعتراض للقدر لا يجوز-
قال: وهو الموافق للضابط الذي نظمه الفارابي فرقًا بين الدال والذال في لغة الفرس حيث قال:
احفظ الفرق بين دال وذال
فهو ركن في الفارسية معظم
كل ما قبله سكون لا وا
وٍ فدالٌ وما سواه فمعجم
وفي أمالي ثعلب: نمروذ، بالذال المعجمة، وأهل البصرة يقولون: نمرود، بالدال المهملة، وعلى هذا عوَّل كثيرون فجوزوا الوجهين". تاج العروس (٩/ ٢٤٠).
(٣) في ب "بثلاث حجاب".
(٤) لفظ "الله" زيادة من ب.
1 / 341