172

खासाइस सैयद अल-अमान

«خصائص سيد العالمين وما له من المناقب العجائب على جميع الأنبياء عليهم السلام» (مطبوع مع: منهج الإمام جمال الدين السرمري في تقرير العقيدة)

संपादक

رسالة ماجستير، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة - كلية أصول الدين - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

प्रकाशक

(بدون)

संस्करण

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

शैलियों

فإنهم أتوه طائعين راغبين في دينه، معظّمين لشأنه، مصدّقين لرسالته ولما جاء به، مؤمنين بنبوّته، متّبعين لأمْره، مستمدّين منه، ومستمنحين له، سائلين لهم ولدوابّهم الزّاد والعلف، فجعل لهم كلّ عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديهم أوفر ما يكون لحمًا، وكل روثة وبعرة علف لدوابهم، وعند ذلك نهى [النبي] (١) ﷺ المسلمين أن يستنجوا بهما وقال: «إنهما طعام إخوانكم الجن» (٢)، فجعل الجن إخوان المسلمين، ثم إن محمّدًا ﷺ كان يجتمع بهم ويعلمهم ويتلو عليهم القرآن، فلمّا سمعوه قالوا: ﴿إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (١) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (٢) ...﴾ الآيات [الجن: من الآية ١ - ٧] وأقبلت إليه وفودهم ليلة الجنّ المعروفةَ ألوفًا (٣) مؤلّفة متبايعين له على الصوم والصلاة (٤) والنصح للمسلمين، واعتذروا إليه عن قولهم على الله سبحانه الشّطط، فإنهم كانوا يزعمون أن لله (٥) ﷾ ولدًا، فسبحان من سخّرهم له وأذل أعناقهم بين يديه، ولقد تمرّد عليه في بعض الأوقات عفريت ليقطع عليه صلاته (قال) (٦): «فأمكنني الله منه فذعَتُّه حتى سال لُعابُه على يدي فذكرت دعوة أخي سليمان فأطلَقتُه ولولا ذاك لأصبح مُوثَقًا يلعب به الوالدان» وقد تقدم ذلك، فهذا الغاية القصوى والدرجة العليا في التمكين والتمكن منهم والتحكّم فيهم حتى يصير العفريت الذي أُعطي من القوّة ما يحمل الجبل فَيَقلِبُه أعلاه أسفلَه، آل حاله معه في الذل إلى

(١) "النبي" زيادة من ب.
(٢) أخرجه مسلم (١/ ٣٣٢)، كتاب الصلاة، باب الجهر بالقراءة في الصبح والقراءة على الجن، ح ٤٥٠، من علقمة عن ابن مسعود ﵁، بلفظ: "كنا مع رسول الله ذات ليلة ففقدناه فالتمسناه في الأودية والشعاب، فقلنا: استُطير او اغتيل، قال: فبتنا بشرِّ ليلة بات بها قوم، فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء، قال: فقلنا يا رسول الله فقدناك فطلبناك فلم نجد، فبتنا بشر ليلة بات بها قوم، فقال: «أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن»، قال: فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم وسألوه الزاد، فقال: لكم كل عظم ذُكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أو ما يكون لحمًا وكل بعرة علف لدوابكم، فقال رسول الله ﷺ: «فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم».
(٣) في أ "ألوف" بالرفع، ويصح بتقدير محذوف، وما أثبته من ب هو الوجه.
(٤) في ب "الصلاة والصوم" بتقديم وتأخير.
(٥) في ب لفظ "الله" الاسم، وهو خطأ.
(٦) "قال" ليس في ب.

1 / 456