نحتاج إلى معجم ابتدائي مصور لا تزيد كلماته على ألف، يمكن الصبي العربي أن يستعمله بلا أدنى مشقة، ويجب أن تكون كل كلمة مصورة؛ فكلمة غزال تلحق بها صورة هذا الحيوان، وكلمة عدا تلحق بها صورة صبي يجري، وكلمة رئة توضع بصورة هذا العضو ... إلخ.
ثم نحتاج إلى معجم وسيط يحتوي الكلمات العصرية دون أن نضعها بين قوسين، وذلك لتلاميذنا قبل أن يلتحقوا بالجامعة، ويجب أن يحوي من الكلمات الأدبية والعلمية والسيكلوجية والبيولوجية والمصرلوجية ما يترجح عدده بين 8000 و10000 كلمة.
ثم نحتاج إلى معجم كبير يحتوي نحو 30 ألف أو 40 ألف كلمة، مع موجز عن اشتقاق كل منها، وهذا هو ما يحتاج إليه طالب الجامعة وعامة المثقفين خارجها.
ثم فوق ذلك نحتاج إلى معاجم اختصاصية.
وأولها معجم للاشتقاق، مع التوسع في أصول الكلمة اللاتينية أو الإغريقية أو العبرية أو البابلية أو الفارسية ... إلخ، ومثل هذا المعجم ينير بصيرتنا بشأن التاريخ اللغوي، وهو في صميمه دراسة أنثربولوجية وتاريخية معا.
ثم معاجم خاصة للعلوم، مثل المصرلوجية أي آثار مصر القديمة، ومثل المعجم الطبي، أو المعجم البيولوجي، أو المعجم الجيولوجي ... إلخ.
ولا أنسى هنا ضرورة طبع معاجمنا القديمة، مثل أساس البلاغة للزمخشري، أو لسان العرب لابن منظور أو القاموس للفيروزابادي؛ فإنها تراث لا يسع مثقفا أن يستغني عنه.
ونحتاج إلى أن نذكر هنا مرورا تلك المعاجم الأخرى التي تترجم الكلمات الأجنبية إلى ما يقابلها من كلمات عربية؛ فإن ما يوجد منها يحفل بالأخطاء اللغوية والطبعية، كما هو يخلط أحيانا بين لغة الكتابة واللغة العامية، مما يضلل الطالب فضلا عن التلميذ الناشئ، وهذا إلى غلاء أثمانها؛ فإن المعجم الذي يباع بجنيهين أو ثلاثة جنيهات لا تزيد كلماته على معجم إنجليزي أو فرنسي أو ألماني يباع بسبعة أو ثمانية قروش، بل أحيانا تنقص كلماته عما في هذه المعاجم الأجنبية الرخيصة.
ويجب على وزارة التربية أن تضطلع بإيجاد معاجم صحيحة ورخيصة لطالبي اللغات الأجنبية.
وأخيرا أقول عسى أن يكون من الجرعة المرة التي تجرعناها بمشروع لاروس، بشأن طبع معجم عربي لنا، ما يحفزنا ويبعث فينا النخوة لإيجاد نهضة معجمية نخدم بها الثقافة العربية العصرية.
अज्ञात पृष्ठ