8
وينتج منه فوق ذلك أنهم ينسبون إلى الأجسام قوى يجعلونها بها تتوالد بحالة ميكانيكية أكثر مما ينبغي بتركهم إلى ناحية العلة التي ترجع إلى النوع. ولما أنه تبعا لقوانين الطبيعة كما يقولون الحار يفرق والبارد يجمد، ولما أن كل واحد من العناصر الأخرى يفعل وينفعل على طريقته؛ فإن ذلك كاف عندهم في التقرير بأنه أيضا من هذا أو بهذا يكون سائر الأشياء ويفسد، ويظهر لهم أن اليار نفسها تقبل الحركة وتنفعل.
9
يوشك أن يكون هذا الخطأ هو عينه خطأ من يذهب إلى اعتبار المنشار وما أشبهه من الآلات الأخرى العلة الحقة لكل ما تصنع ويرجعه إليها بحجة أنه بمجرد ما ينشر يلزم ضرورة أن يقطع الخشب، وبمجرد ما يصقل بالفارة، فهناك ضرورة أيضا أن ينصقل اللوح، وهلم جرا. وبالنتيجة مع أن النار هي أفعل العناصر وأنها توصل الحركة الأقوى؛ فإنهم لا يرون كيف أنها تفعل وأنها أردأ من الآلات العادية.
10
أما نحن فلما أننا تكلمنا فيما سبق على العلل على العموم لم نتصد ها هنا إلا لدرس الهيولي والصورة.
11
هوامش
الباب العاشر
يلزم أن يزاد على ذلك اعتبار آخر؛ وهو أنه بما أن حركة النقلة أزلية كما سبق بيانه فينتج منه بالضرورة أنه بهذه المثابة يجب أن يكون كون الأشياء متصلا أيضا على السواء؛ لأن هذه الحركة تسبب إلى ما لا نهاية كون الأشياء بأن تأتي بالعلة التي يمكنها أن تكون الأشياء ثم تأتي بها ثانية. وهذا يبرهن لنا في آن واحد على أن ما قدمناه صحيح، وعلى أنه كان لنا الحق في أن نجعل النقلة لا الكون هي أول التغايير. وفي الحق أنه أدخل في باب المعقول أن يجعل ما هو موجود علة لتكوين ما لم يوجد من أن نجعل ما لم يوجد العلة الفاعلة لتكوين ما هو موجود. وإن ما هو خاضع للنقلة موجود، في حين أن الشيء الذي يكون ويصير هو غير موجود؛ وذلك ما يجعل أن النقلة متقدمة على الكون.
अज्ञात पृष्ठ