النسيان من الشيطان ليس من الله. ومن قال ليس
في علم الله فقد كفر، ومن قال ليس من الله تعالى لم يحمل العبد على
المعصية ولم يأمره بها فقد صدق ولم يخرج ذلك من علم الله.
مسألة
[ ظهور قدرة الله في خلقه ]
قال الشيخ أبو الحسن البسياني رحمه الله تعالى إن الله تعالى شاء أن
يظهر قدرته ويري العباد حكمته وعزته فخلق الأشياء التي سبق في علمه أنه سيخلقها فخلقها لا من شي ثم خلق الشيء ولو شاء لخلق كل شيء من لا شيء لأنه إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون.
مسألة
[ التسوية بينهم بالموت ]
إن الله تعالى خلق الخلق قسمين منتفع به ثم خلق المكلفات، فمن أحسن فلنفسه ومن أساء فعليها فإن قيل بأي شيء أفنى الله الخلق من الآلاء حتى
يذكرهم بها. قيل له النعمة في ذلك: التسوية بينهم في الموت حتى لا يكون لأحدهم فضل في الحياة على أحد.
مسألة
[ لما خلق الله الخلق ]
فإن قيل لم خلق الله الخلق قلنا خلقهم ليريهم حكمته ورزقهم ليرهم
نعمته وأماتهم ليريهم قدرته وبعثهم ليريهم رأفته وحاسبهم ليريهم هيبته،
وغفر لهم ليريهم رحمته وعذبهم ليريهم عدله.
مسألة
[ الدليل على كمال قدرة الله ]
فإن قيل لم خلقهم طورا بعد طور، قيل ليكون ذلك دال على كمال قدرته، وهو قادر على خلق الخلق دفعة في أسرع من طرفة عين، فإن قيل لما لم
يخلقهم دفعة وهو قادر على ذلك يقال له إن أمور الدنيا بنيت على التأني والتراضي فلهذا قيل إن العجلة من الشيطان والتأني من الرحمن.
مسألة
[ أهمية التأني ]
فجعل الله التأني رحمة للعباد للإجلال والمعاملات.
مسألة
[ لماذا خلق الله الخلق ]
فإن قيل إن الله خلق الخلق لينفعهم أو لينفعوه أو لا لهذا ولا لذا قلنا له إن الله خلق الخلق لينفعهم لأنه لو خلقهم لينتفع هو بهم لزمته الحاجة والعجز والعاجز ليس بإله غني وهو على كل شيء قدير، وبكل شيء عليم، وإن
كان خلقهم لا لهذا ولا لذا فقد خلقهم عبثا وتركهم سدى وفاعل ذلك ليس بحكيم والله حكيم عليم.
पृष्ठ 10