روض العلوم لقد تضوع نشره ... لما تكمل منه بالأحياء
داوى العليل شفا الغليل، ولم يزل ... لقلوب أهل الله خير شفاء
ذو حكمة وبلاغة لم يوجدا ... في العصر للحكماء والبلغاء
لا غرو إن قريش أهل فصاحة ... فاقت فصاحة سائر الفصحاء
هذا وإن الكامل الأوصاف قد ... أضحى الفريد، وكعبة الشعراء
يا سعد لا تلو على سلمى، وسل ... ما قد جرى في الحلة الفيحاء
واقصد ديار الاكرمين بجلق ... الأمجدين الكمل الكبراء
وانثر لآلئ مدح ذا الشرف الذي ... في الناس سار بسيرة حسناء
العالم الفرد الذي قد قام ... بالإرشاد والتدريس والإفتاء
الصاحب العقل العزيز، ومن غدا ... في الكون قدوة سائر العقلاء
الزاهد الورع التقي الطاهر ال ... حسب النقي البر بالفقراء
لا عيب فيه غيرأن يمينه ... مبسوطة في الناس بالنعماء
هو كنز طلاب الكمال وذخرهم ... قطب الوجود ومطلب الصلحاء
يحيي قلوب مجالسيه كأنه ... روح وريحان لدى الجلساء
قد حاز كل لطافة وظرافة ... وعلا على اللطفاء والظرفاء
كررت مدحي إذ حلا في الأكمل ... ابن الأكمل ابن الأكمل الأصلاء
يا ليت شعري ما أقول بمدحه ... وعليه أثنى الدهر كل ثناء
مولاي قد قصرت فيما قلته ... لكنني طولت ذيل رجائي
فالعفو عن من كان من صدقاتكم ... وأتى لكم من أصدق الصدقاء
هذه القصيدة من مبادئ شعر الشيخ علاء الدين بن صدقة، وغزلها لا بأس به، ومديحها أكثره بالغ، وله شعر أرق من ذلك وأحسن، وكانت وفاة السيد كمال الدين رحمه الله تعالى نهار الاثنين ثالث عشر رجب الفرد سنة ثلاث وثلاثين وتسعمائة، وصلي عليه بالجامع الأموي، وصلى عليه الشيخ أبو الفضل بن أبي اللطف عند باب جامع جراح في جماعة ممن لم يكن صلى، ودفن إلى جانب خاله شيخ الإسلام تقي الدين ابن قاضي عجلون بمقبرة باب الصغير، وقال تلميذه الشيخ تقي الدين القارئ يرثيه:
توفي قرة العين الكمالي ... وصرنا بعده في سوء حال
ولكنا صبرنا واحتسبنا ... وليس القلب بعد الصبرسالي
ومهما كان في الدنيا جميعًا ... فإن مصير ذاك إلى الزوال
1 / 45