============================================================
وكان بالحقائق لهجا، وعن الأباطيل متعرجا، وقد قيل: التهرف دفع دواعي الردى مما يرقب من نفع الصدا.
وكفاه شرفا قول أصدق قائل: "هذا عمر، هذا رجل لا يسب الباطل"(1) .
وهكذا سبيل الأبرياء من الشرك والعناد، الأص نياء بالمعرفا والوداد.
ردث عليه امرأة، وهو في خطبته على ملأ، وتبهته على الحق، فقال: أصابت امرأة وأخطأ رجل.
وقال: إذا رأيثم العالم يحث الدنيا فائهموه على دينكم، فإن كل محب يخوض فيما أحب.
وقال: ما أصابني الله بمصيبة إلآ رأيث أن لله تعالى علي فيها ثلاث نعم، الواحدة: حيث لم تكن في ديني، الثانية: حيث لم تكن اكبر منها. الثالثة: ما وعد الله من الثواب عليها.
وكتب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : أما بعد، فإن الخير كله في الرضا، فإن استطعت أن ترضى وإلا فاصبر.
وكان يقسم بالذلة لمولاه ليفوز بالقؤة والتعزز، ويترك في إقامة طاعته الرفاهية والتلذذ، وقد قيل: التصوف: النبؤ عن رتب الدنيا، والشمؤ إلى المرتبة العليا.
وكان إذا استعمل عاملا شرط عليه ألأ يركب برذونا، ولا ياكل نقيا، ولا يلبس رقيقا، ولا يغلق بابه عن ذوي الحاجة، فإن فعل حلث به العقوبة.
وارسل إليه قيصر ملك الؤوم رسولا، فدخل المدينة فقال: أين الملك ؟
قالوا: ما لنا ملك بل أمير، وقد خرج إلى ظاهر البلد. فأتاه فوجده ناثما في الشمس على الومل الحار قد جعل ذراعه (2) وسادة، والعرق يتساقط من جبينه حتى بل الثرى، فقال: رجل فرقت جميع الملوك من هيبته، وهذا حاله، لكئك عدلت فأمنت فنمت.
(1) أخرجه أحمد في مسنده 435/3، والحاكم في مستدركه 115/3.
(2) في (أ) : بردته.
9* الطبقات الصوفية 1/9
पृष्ठ 81