واعجب من ذا كيف تنهب في الدجى ... لصوص الهوى نومي وطرفي ساهر
ويسلم من بعد الذي سكن الحشا ... ويشكو من الهجران والطيف زائر
ولا نيل إلا من طروق خياله ... فمن لي بوصل منه والنوم هاجر
اعد سليمان اليم عذابه ... لهدهد قلبي فهو للبين صابر
أشاهد منه الحسنفي كل نظرة ... وناظر أفكاري لمعناه ناظر
دعت للهوى أنصار سحر جفونه ... فقلبي له عن طيب نفس مهاجر
إذا شق عن بدر الدجى افق زره ... فاني بتمويه العواذل كافر
وفي حرم السلوان (١) طافت خواطر ... وقلبي لما في وجنتيه مجاور
وقد ينزع القلب (٢) الشجي لسلوة ... كما اهتز من قطر الغمامة طائر
يقابل أغراضي بضد مرادها ... ولم يدر ان الضد للضد قاهر
ونار اشتياقي صعدت مزن ادمعي ... فمضمر سري فوق خدي ظاهر
وقد كنت باكي العين، والبين غائب ... فقل: كيف حال الدمع، والبين حاضر
وليس النوى بالطبع مرا وإنما ... لكثرة ما شقت عليه المرائر
_________
(١) ج ك: طابت.
(٢) ج: الملي، وفي ك بياض.
1 / 76