رأيتك (١) يدنيني إليك تباعدي ... (٢) فأبعدت نفسي وابتغائي من القرب
(١٢ب) هربت به مني إليه فلم يكن ... بي البعد في بعدي فصح به قربي
فكان به سمعي كما بصري به ... وكان به لا بي لسان مع القلب
فقربي به قرب بغير تباعد ... وقربي في بعدي فلا شيء من قربي ١٣ - الخطيب أبو عبد الله محمد بن محمد البدوي الحاج البلشي (٣)
كان رحمه الله تعالى خطيبا طلق اللسان، وأديبا رحب الاحسان، ما شئت من خلق زلال، وخلال آمنة من الاختلال، تشرف بالرحلة الحجازية، ولبس من حسن الحجى زيه، ثم أسرع ببلده حط القتادة والرحل، واقبل إليه اقبال الغمام بعد المحل، واستقر به خطيبا يهز بواعظه المجامع، ويقرط المسامع، ويسيل من الجفون المدامع، وله أدب لا باس به، والكتبة اعرق في نسبه. فمن شعره (٤):
خال على خديك أم عنبر ... ولؤلؤ ثغرك ام جوهر
اوريت نار الوجد طي الحش ... فصارت النار بها (٥) تسعر
_________
(١) رايتك: مكانها بياض في ج.
(٢) ج: للغرب؛ نسخة بهامش ك: لابتغائي في القرب.
(٣) نيل الابتهاج: ٢٤٩.
(٤) د: به.
(٥) كان حسن التلاوة ذا معرفة بالفقه، بليغ الخطبة توفي عام (٧٥٠) ترجم له ابن الخطيب في الإحاطة، وانظر نيل الابتهاج: ٢٤٨ - ٢٤٩ (٢٤٨ ط. فاس) والبلشبي نسبة إلى بلش - بتشديد اللام - vellez.
1 / 55