نهاية الكتاب، وقد ورد في هامش آخر ورقة من النسخة ك: " يوجد في الأصول المكتوب منها بطرتها ما نصه: " إلى هنا توجد هذه الكتيبة ولعل مؤلفها اخترمته المنية قبل تمامها، والله تعالى اعلم ". لعل لسان الدين لم يشغل عن إتمام الكتيبة لأنه عاش ليكتب لعدها أعمال الأعلام، وإنما تقاعس عن إتمامها لان رحلته إلى المشرق لم تتم، وفترت حماسته بفقدان الغاية الأولى التي ألف الكتاب من اجلها: ثم إذا صح أن نسخ الكتيبة جميعا تقف عند الترجمة رقم: ١٠٣ فلعل المؤلف شاء أن يتركها دون خاتمة لأنه عهد إلى ابنه عبد الله أن يكملها فقد قال في ترجمة ابنه هذا: " فحسبي أن اقدم منه على تذييل هذا الكتاب بعدي وكيلا، يوفي منه مكيلا، وينكل الحسدة تنكيلا " (١) .
- ٤ -
وإذا كان كتاب الكتيبة، لقيامه على السجع، قليل الفائدة من الناحية التاريخية الأخبارية، إذا نحن قارناه بكتاب الإحاطة، فانه يقدم لنا صورة عن جانب من الحياة الأدبية في القرن الثامن بالاندلس، وعن الاتجاهات التي كان الشعر يسلكها حينئذ، وإذا لمس القارئ ضعف النماذج الأدبية فليذكر أن هذا الشعر حصيلة القرن الثامن، وليحاول أن يستعيد إلى ذاكرته صورة الشعر في هذا القرن في المشرق نفسه، فانه يكون حينئذ اقرب إلى الأنصاف في حكمه.
_________
(١) انظر الترجمة رقم: ٩٤.
1 / 16