أحملق في عينيه فوق السحب،
أحملق دون حياء أو خجل،
حتى تطرف عيناه،
ويغض البصر.
ديرهام، نورث كارولينا 1995
القيظ والغيظ في يونيو 2002
أمامي صحف الأحد 9 يونيو 2002 باللغة العربية ولغات أخرى، الحدث الواحد يتغير من صحيفة إلى أخرى، تتحول الهزيمة السياسية أو العسكرية إلى نصر عظيم، ويتحول القزم إلى عملاق حسب موقع البلد والجريدة، إلا أن صورة الرئيس الأمريكي «بوش» وصديقه الإسرائيلي «شارون» تحتلان المساحات الأكبر، فيما عدا الصحف العربية، حيث تشغل الصفحة الأولى صورة صاحب الجلالة أو صاحب الفخامة أو صاحب السيادة.
اليوم 9 يونيو 2002، في مثل هذا اليوم منذ عشرة أعوام تم اغتيال كاتب مصري، اسمه فرج فودة، اختفى اسمه تحت الرماد والنسيان مثل كثيرين من المقتولين الذين يدفعهم حماسهم الوطني أو الديني إلى الموت، من أجل الله أو الوطن أو العدالة الغائبة، ثم يرقدون في قبورهم يطويهم النسيان.
منذ عام تقريبا كنت غائبة عن الوطن، أقوم بتدريس مادة «الإبداع الفكري» في جامعات بعيدة وراء البحار والمحيط، والعقل أو الفكر أو الإبداع لا يكون حاضرا حيث تكون الحريات غائبة.
منذ أيام قليلة عدت إلى بيتي في مدينة القاهرة، المقهورة منذ نشوء العبودية والفراعنة، رأيت الوجوه الحزينة الشاحبة، والبيوت الغارقة تحت طبقة من الرماد، والغضب المكبوت داخل الصمت أو الضجيج، كالمرجل يغلي تحت النار، ومكبرات الصوت تتفجر ليل نهار، بإيقاع الطبل في حفل زفاف، أو الآلات النحاسية في الديسكو، أو التراتيل الدينية في المآتم، والميكرفونات فوق المآذن العالية والواطئة تتنافس لإيقاظ النومى تحت وطأة القيظ، أو الموتى كمدا من شدة الغيظ، فقد صدرت الجرائد الصباحية بالخبر المغيظ، لا نعرف إن كان نصرا أم هزيمة: «تطابق الرؤية المصرية الأمريكية»؛ أي رؤية؟ وأي تطابق؟
अज्ञात पृष्ठ