काशिफ अमीन
الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين
शैलियों
فإن العقل من عقل نواد الإبل، والنفس مشتركة بمعنى الذات { يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها } [النحل:111]،وبمعنى الروح {الله يتوفى الأنفس حين موتها} [الزمر:42]، وبمعنى الدم نحو ما في الشرع من طهارة ميتة مالا نفس له سائلة، وبمعنى النفس المقارنة للعقل وهي هذه التي الغرض الفرق بينها وبين العقل.
وثانيها: اختلافهما في نفس الوجود.
وذلك لأن الله تعالى جعل وجود النفس مقارنا لأول وقت وجود الحياة لأجل كون الحي من البشر مشتهيا ونافرا، والشهوة والنفرة من طبائع النفوس التي فطرها عليها لما علم في البلوى بذلك من المصلحة والحكمة البالغة.
وثالثها: اختلاف صفاتها.
لأن من صفات العقل كونه هاديا إلى الرشاد ومميزا بين الأضداد من التمييز بين الحق والباطل والخير والشر، وداعيا إلى مكارم الأخلاق، وإدراك الأحكام العقلية من التماثل والتخالف، والوجوب والاستحالة، واللزوم وعدمه، وحسن تحمل الأحكام الشرعية، ولحسن مكارم الأخلاق ولغير ذلك من محمود الخصال، ومن صفات النفس كونها كما قال تعالى أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي وموسوسة ومسولة وداعية إلى الحرص والجزع والهلع والشح والطيش، ونحو ذلك من مذموم الأخلاق.
ورابعها: اختلافها في النظر والاستدلال.
وذلك لأن نظر العقل هو التفكر في الصنع من حيث هو حكمته ومفتقر إلى فاعل قادر عالم حي ونحو ذلك من الاعتبارات الصحيحة، ونظر النفس من حيث التظنن والتوهم وتتبع مواضع الشبهة والحرص بلا دليل وتتبع المتشابه ونحو ذلك مما يعتمده أهل الإلحاد كما قال تعالى: {بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم} [الروم:29]، وكتلبيس أهل الزندقة على المتعلمين.
وخامسها: اختلافهما في مادتهما.
पृष्ठ 253