219

काशिफ अमीन

الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين

ولنعود إلى تمام المقصود فيما نحن بصدده فنقول: قد عرفت أيها الطالب الرشاد أن الآيات المشعر ظاهرها التشبيه لا يحملها على حسب الظاهر ويعتقد وصفه تعالى بالجوارح والأعضاء والكون في الجهات إلا المجسمة دون سائر فرق الإسلام، فلم يوافقهم أحد في ذلك، وإن اختلف أهل التنزيه والتوحيد في كيفية توجهها وتأويلها بين القريب والأقرب والبعيد والأبعد حتى أن بعض المنزهين لما لم يسلك في تأويلها مسلك المتكلمين وأبقاها على ظاهرها من دون اعتقاد معناها الذي هو التجسيم ظن أن ذلك ليس بتأويل،وقال في ذلك وقد أحسن وأجاد وأفاد بالمراد ولله دره حيث سلك مسلك البيانيين في التأويل وإن لم يسلم أنه تأويل فالقصد من العقائد الاتفاق في المعنى، فإن اختلف في العبارة والمبنى فقال رحمه الله تعالى مجيبا على من سأله:

وجهت لي مسائلا .... قد حار فيها الفطنا

علم أصول ديننا .... لأجلها قد دونا

واختلفت أقوالهم .... فيها اختلافا بينا

وكل حزب منهم .... يقصد قصدا حسنا

فالقائلون بالمجاز .... قد نزهوا خالقنا

والآخرون سكتوا .... وآمنوا بما عنا

وخيرها أسلمها .... والصمت خير مقتنا

فالله غيب كله .... عن علمنا قد بطنا

لكنه دل بما .... نعرفه من الثنا

على عظيم شأنه ....تعرفا منه لنا

وهو تعالى شأنه .... أكبر مما دلنا

فامش على اللفظ الذي .... قال به إلهنا

والنفس إما طمحت .... فقل لها إلى هنا

إنك إن أولته .... زال البهاء والسنا

ولم تجد من بعده .... لفظا يكون أحسنا

पृष्ठ 246