काशिफ अमीन
الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين
शैलियों
قلت: والعزيز إذا كان من التعزز، ففيه إيهام التكلف فالأحسن أن يقال: إنهما وإن كانا يوهمان ذلك، فهذا المعنى منتف في حقه تعالى لما علم من اقتداره تعالى على كل شيء بلا تكلف، وإنما وردا ليدلا على لازمهما وهو امتناع اهتضامه تعالى ونفاذ أمر قادر عليه سبحانه وتعالى فالعزيز مأخوذ من قولهم أرض عزاز إذا امتنع تفريقها، وهذا إذا جعلنا العزيز صفة ذات، وأما إذا جعلناه بمعنى معز أوليائه كحكيم بمعنى محكم فهو صفة فعل، والكبير والمتكبر مأخوذان من التكبر وهو التعظم، وإنما قبح ذلك في الشاهد لأنها دعوى يكذبها الواقع من ضعف البشر بخلاف الباري تعالى فالواقع يصدقها، والعلي والأعلى والعالي والمتعالي وهذه الأربعة تطلق عليه تعالى لإفادة تنزهه تعالى وتقدسه عن الرذائل وصفات النقص، فيدخل تنزيهه تعالى عن العجز ووصفه بأنه تعالى قادر ضمنا، ولا يجوز إطلاقها عليه تعالى بمعنى الارتفاع في الجهة والمكان لإيهام الجسمية، وكذلك العظيم والكبير والجليل لا يجوز إطلاقها عليه تعالى بمقابل ما يضاددها في اللغة وهو حقر الجسم وصغر السن لإيهام التجسيم والحدوث، وإنما المراد بها وصفه تعالى بالكمال والعظمة والجلال، فلا يغالبه مغالب ولا يعجزه شاهد ولا غائب، قال القرشي رحمه الله تعالى: ومنها الجبار وهو أبلغ من العزيز مأخوذ من قولهم نخلة جبارة إذا فاتت اليد وامتنعت من أن تنال، وقيل: مأخوذ من الجبر وهو الإصلاح فيكون من صفات الأفعال، قال شيخنا رحمه الله تعالى: ولا يجوز أن يطلق عليه متجبر بمعنى جبار.
पृष्ठ 128