============================================================
والحجارة هم الدعاة أراد أنهم هم الذين يتولون عذاب من كفر بهم وكفر بحكمتهم، ودعا إلى غير أئمة الحق الذين دعوا إليه، فبيان هذا أن الدعاة والمؤمنين أسباب وقود النار على المكذبين لأن الله عز وجل إنما يعذب بعد إبلاغ الحجة إلى عباده بالأعذار والانذار، فالدعاة ومن أجابهم من المؤمنين هم الحجة على المكذبين الضالين، لأن الدعاة قد أعذروا عن أمر الأثمة وأنذروا فأجاب المؤمنون ؛ فالدعاة حجة بالاعذار والانذار، والمؤمنون حجة بالاجابة ولزوم الأعمال التي أمر الله بها، والكافرون والضالون يرون أعمال المؤمنين ويعملون واجبهم خوفا لله ورغبة إليه، فلما وجبت بهم الحجة كانوا سبب النار فهم الذين أوقدوها بأمر الله للمكذبين الضالين .
وفي قول الله عز وجل : { إنا نحن نرث الأرض(1) ومن عليها واليتا يرجعون) أراد به الرجعة إلى اولياء الله العاقبة وهم ورثة الأرض، وهم الحجة، جة الله على عباده من عندهم صدرت واليهم رجعت وبهم عرف العالم رشدهم واليهم يرجع الخلق أجمعون وعليهم حسابهم آراد به آنهم اليهم رجعوا ومنهم صدر الحق واليهم يرجع الخلق اجمعون 5 وفي قول الله عز وجل : يومئذ لا تنفع الشفاعة (2) إلأ [ لمن) اذن له الرخمن ورضي له قولا) قال الحكيم : لا ينال الشفاعة من القائم صلوات الله عليه يوم قيامه بالسيف إلأ لمن أذن له الرحمن ، يعني إلأ من أتاه بإذن الله وإذن إتباع الامام الصامت المستور قبل ظهور القائم صلوات الله عليه، لأن إذن الله عز وجل بأيدي الأثمة والرسل كما قيل في قصة عيسى عليه السلام، فمن اتبع إمام عصره وهو يدله ويشير به إلى القائم بحد السيف من اذن الله، قال : الشفاعة منه، وكذلك شفاعته لمن كان من أهل الولاية لهم إلأ أنه قصر عن واجب الأعمال ورضى له عملا منها في طاعتهم، فحي على موالاتهم وحبتهم ومودتهم، ومات عليها فرضي الله
पृष्ठ 82