============================================================
عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا} فتبارك الذي جعل الأشياء دليلا بعضها على بعض، ويعرف بعضها من بعض، وما أصعب الطريق وأبعدها بغير دليل، وأقربها وأسهلها بالموقف الرشيد والمعرف الشفيق، الذي اشتق له اسم من الأسماء فقيل له إنك بأعيننا. فلولا عيانهم له ما صار دليلا اليهم وحجة لهم فعليه السلام ، ومعنى قوله خذ الكتاب بقوة أي قو به أهل دعوتك، وأحبي به نفوس عارفيك وأهل اجابتك لأنك بركة الله جل وعلا فيهم { وآتيناه الحكم صبيا} أراد بذلك أعطيناه العلم وهو أحدث قومه سنا وأكثرهم علما وأفضلهم وأحكمهم وأفهمهم فجعلناه ناطقا عليهم ونوهنا باسمه وفضلناه على كثير ممن خلقنا تفضيلا فتبارك الله أحسن الخالقين وإنما حسبهم في هذا(1) الموضع شاهدا لما أوردناه من قولنا وقصدنا من مذهبنا وأردنا أن نبين معنى قول النبيين والصديقين فاعلمنا جل وعلا باسشنائه بالصديقين فوجدناهم فوق الأنبياء، وربما كان نبيا وصديقا وهذا ما لا ينكره أهل الولاية والاجابة من ذلك ما أفيض علينا من خبر يوسف عليه السلام إذ(2) جعله صاحب الوعاء والفتيا(2) يستقي منه الدعاة لأنه بحر عظيم وهو الامام في عصره عليه السلام بقولهم يوسف أيها الصديق آفتنا في سبع بقرات(4) سيمان فأراد الله عز وجل أن يجعله صاحب الدعاة يصدقون قوله ويستفتونه (5) في أمرهم، ويلجأون إليه لآنه باب حكمتهم ومعنى قوله أولئك الذين أنعم الله عليهم} النطقاء في كل عصر وزمان وهم الدعاة إلى الله عز وجل الذين يكونون ممن يحب النبيين والصديقين، وإنما يسمون بأسماء النطقاء، إذ أنطقهم الأئمة بالدعوة دون غيرهم من المؤمنين(2
पृष्ठ 128