أنؤمن لبشرين مثلنا لئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون فتعجبوا من أن يفوز برتبة الرسالة والوحي والقرب من الله تعالى بشر مثلهم فحسدوهم وقالوا متعجبين أبعث الله بشرا رسولا فقال تعالى أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم وأعظم الأسباب فسادا الخامس والسادس لتعلقهما غالبا بعلماء السوء ونظرائهم ومناط الخامس يرجع إلى متزاحمين على مطلوب واحد فإن كلا منهما يحسد صاحبه في كل نعمة يكون عونا له في الانفراد بمقصوده ومن هذا الباب تحاسد الضرات في التزاحم على مقاصد الزوجية والأخوة في التزاحم على نيل المنزلة المطلوبة بها عند الأب والتلامذة لأستاذ واحد في نيل المنزلة عنده والعالمين المتزاحمين على طائفة من المحصورين إذ يطلب كل واحد منزلة في قلبهم للتوصل بهم إلى أغراضه ومرجع السادس إلى محبة الانفراد بالرئاسة والاختصاص بالثناء والفرح بما يمدح به من أنه واحد الدهر ولا نظير له فإنه متى سمع بنظير له في أقصى العالم أساءه ذلك وأحب موته أو زوال النعمة التي بها
पृष्ठ 61