كانت التقوى تمنعه عن إزالة ذلك عفى عما يجده في طبعه من ارتياحه إلى زوال النعمة [متى] من كان كارها لذلك من نفسه بعقله
[مراتب الحسد]
وإذ قد عرفت حقيقة الحسد فاعلم أن له مراتب أربع «الأولى» أن يحب زوال النعمة عنه وإن كانت لا تنتقل إليه وهذا غاية الخبث وأعظم أفراد الحسد «الثانية» أن يحب زوال النعمة إليه لرغبته في تلك النعمة بحيث يكون مطلوبه تلك النعمة لا مجرد زوالها عن صاحبها «الثالثة» أن لا يشتهي عينها بل يشتهي لنفسه مثلها فإن عجز عن مثلها يحب زوالها كيلا يظهر التفاوت بينهما وهذه الثلاثة محرمة وهي مترتبة في القوة ترتبها في اللفظ «الرابعة» أن يشتهي لنفسه مثلها فإذا لم يحصل فلا يحب زوالها منه وهذا هو المحمود المخصوص باسم الغبطة بل المندوب إليه في الدين ونسميه حسدا تجوزا
الثاني في الأسباب المثيرة للحسد
وهي كثيرة جدا إلا أنها ترجع إلى سبعة العداوة والتعزز والتكبر والتعجب والخوف من فوت المقاصد وحب الرئاسة وخبث النفس وبخلها فإنه إنما يكره النعمة عليه
पृष्ठ 59