من ربكم والمسابقة إنما تكون عند خوف الفوت كالعبدين يتسابقان إلى خدمة مولاهما ويخرج كل واحد منهما أن يسبق صاحبه فيحظى عند مولاه بمنزلة لا يحظى هو بها بل قد تكون المنافسة واجبة إذا كان المنافس فيه واجبا إذ لو لم يجب مثله كان راضيا بالمعصية المحرمة وقد تكون مندوبة كالمنافسة في الفضائل المندوبة من إنفاق الأموال ومكارم الأخلاق وقد توصف بالإباحة إذا كان مباحا وبالجملة فهي تابعة للفعل المنافس فيه ولكن في المنافسة دقيقة وخطر غامض يجب على طالب الخلاص التحرز منه وهو أنه إذا آيس عن أن ينال مثل تلك النعمة وهو يكره تخلفه ونقصانه فلا محالة يحب زوال النقصان وإنما يزول بأحد أمرين أن ينال مثله أو أن تزول نعمة المنافس فإذا انسد أحد الطريقين عن الساعي يكاد القلب أن يشتهي الطريق الآخر إذ بزوال النعمة يزول التخلف المرغوب عنه فيمتحن نفسه فإن كان بحيث لو ألقي الأمر إليه ورد إلى اختياره لسعى في إزالة النعمة فهو حسود حسدا مذموما وإن
पृष्ठ 58