مواضع الأول في حقيقة الحسد وحكمه وأقسامه ومراتبه فحقيقته انبعاث القوة الشهوية إلى تمني مال الغير أو الحالة التي هو عليها وزوالها عن ذلك الغير وهو مستلزم لحركة القوة الغضبية وإثبات الغضب ودوامه وزيادته بحسب زيادة حال المحسود التي يتعلق بها الحسد ولذلك
قال علي(ع)الحاسد مغتاظ على من لا ذنب له
وهو نوع من أنواع الظلم والجور
وقال (ع)أيضا لا راحة مع حسد
ووجهه قد ظهر من حقيقته فإن شهوة الحاسد وفكره في كيفية حصول حال المحسود فيها وفي كيفية زوالها عمن هي له المستلزمة لحركة آلات البدن في ذلك المستلزمة لعدم الراحة وقد اتفق العقلاء على أن الحسد مع أنه رذيلة عظيمة للنفس فهو من الأسباب العظيمة لخراب العالم إذ كان الحاسد كثيرا ما يكون حركاته وسعيه في هلاك أرباب الفضائل وأهل الشرف والأموال الذين يقوم بوجودهم عمارة الأرض إذ لا يتعلق الحسد بغيرهم من أهل الخسة والفقر ثم لا يقصر في سعيه ذلك دون أن تزول تلك الحالة المحسود
पृष्ठ 55