وبالإسناد عنه(ع)قال قال الله تعالى لعيسى ابن مريم يا عيسى ليكن لسانك في السر والعلانية لسانا واحدا وكذلك قلبك إني أحذرك نفسك وكفى بك خبيرا لا يصلح لسانان في فم واحد ولا سيفان في غمد واحد ولا قلبان في صدر واحد وكذلك الأذهان
واعلم أن الإنسان يتحقق كونه ذا لسانين بأمور منها أن ينقل كلام كل واحد إلى الآخر وهو مع ذلك نميمة وزيادة فإن النميمة يتحقق بالنقل من أحد الجانبين فقط ومنها أن يحسن لكل واحد منهما ما هو عليه من المعاداة مع صاحبه وإن لم ينقل بينهما كلاما ومنها أن يعد كل واحد منهما بأن ينصره ويساعده ومنها أن يثني على كل واحد منهما في معاداته وأولى منه أن يثني عليه في وجهه وإذا خرج من عنده ذمه والذي ينبغي أن يسكت أو يثني على الحق منهما في حضوره وغيبته وبين يدي عدوه ولا يتحقق اللسانان بالدخول على المتعاديين ومجاملة كل واحد منهما مع صدقه في المجاملة فإن الواحد قد يتصادق متعاديين ولكن صداقة ضعيفة لا تصل إلى حد الأخوة إذ لو تحققت [الصداقة]
पृष्ठ 50