وثانيها كلام ذي اللسانين
الذي يتردد بين المتخاصمين ونحوهما ويكلم كل واحد منهما بكلام يوافقه فإن ذلك مع ما ورد فيه من النهي الخاص يرجع إلى الغيبة بوجه ما وإلى النميمة بوجه آخر بل هو شر أقسام النميمة كما سيأتي
من قول النبي(ع)تجدون شر عباد الله يوم القيامة من يأتي هؤلاء بحديث هؤلاء وهؤلاء بحديث هؤلاء
فإنه كلام يكرهه كل واحد منهما لو بلغه فإن الإنسان لا يحب من تكلم خصمه بما يرضيه ولا من يؤثر معه ما يبغيه بل هو معدود من جملة الأعداء فتعلق الكراهة لذلك الكلام بكل منهما فلنتكلم فيه أيضا على وجه الإيجاز ونذكر ما ورد فيه من النهي
وثالثها الحسد
وهو كراهة النعمة على الغير ومحبة زوالها على المنعم عليه وهو مع كونه أيضا من المحرمات الخاصة والمعاصي الكبيرة يرجع إلى الغيبة القلبية بوجه لأنه حكم على القلب بشيء يتعلق بالغير يكرهه لو سمعه أشد كراهة وأبلغها فيجمع بين معصيتين الحسد والغيبة.
[حكم هذه الملحقات]
فلنذكر جملة من الكلام فيه وما ورد فيه من النهي بل هو
पृष्ठ 40