الناس تمثل له صورة الشيخ المستغاث به، ويكون ذلك شيطانًا قد خاطبه، كما تفعل الشياطين بعبدة الأصنام. وأعظم من قصد الصلاة عنده، النذر (١) له، أو للسدنة، أو المجاورين (٢) عنده من أقاربه، أو غيرهم، واعتقاد أنه بالنذر له قضيت الحاجة، وكشف البلاء.
واعلم أن أهل القبور المدفونين من الأنبياء والصالحين يكرهون ما يفعل عندهم كل الكراهة، كما أن المسيح ﵇ يكره ما يفعل النصارى به، وكما كان أنبياء بني إسرائيل يكرهون ما يفعله (٣) الأتباع) .
(١١ قلت: (فمن ظن أن رسول الله ﷺ لم يكره ما كرهه (٤) المسيح- ﵇ (٥) -وتبرأ منه فقد سبَّ رسول الله ﷺ أعظم السبِّ، وصار بهذا كافرًا؛ لكونه نسب الرسول ﷺ إلى الرضاء بما نهاه الله تعالى (٦) عنه في مواضع (٧) من كتابه، والنبي (٨) ﷺ بلَّغ عن الله وحيه، واشتدت عداوته لمن ارتكب ما نهى الله عنه من هذا (٩) الشرك العظيم، وقاتل من لم يتب منه، واستحل دمائهم، وأموالهم، ثم قال الشيخ رحمه الله تعالى (١٠» ١١):