ففي مسلمٍ، عنه: حدثني رسولُ الله ﷺ بما يكون حتى تقومَ الساعة، غير أني لم أسأله: ما يُخرج أهلَ المدينة منها (١)؟
وكان عمر- ﵁ إذا مات أحدٌ، فإن صلَّى عليه حذيفةُ، صلى عليه، وإلا، فلا، وهاجر مع أبويه أيام بدر، فلم يشهدها.
وقد روى عنه خلقٌ كثر من الصحابة والتابعين.
قال الحافظ ابن الجوزي: ولا يُحصى ما روى عن رسولِ الله ﷺ، إلا أنه قد أُخرج له في "الصحيحين" سبعة وثلاثون حديثًا، اتفقا منها على اثني عشر، وانفرد البخاري بثمانية، ومسلمٌ بسبعة عشر.
وشهد فتحَ نهاوندَ، وكان فتحُ همذانَ والريِّ والدِّيْنَوَرِ على يديه، وذلك كله سنة اثنتين وعشرين، ولاَّه عمرُ المدائنَ، فتوفي بها سنة ست وثلاثين أولَ خلافة علي بعد قتلِ عثمان بأربعين ليلةً، وقبره بالمدائن - ﵁ - (٢). فمما اتفقا عليه من حديثه ﵁ هذا الحديث.
(قال) حذيفة ﵁: (كانَ النبيُّ ﷺ إذا قامَ من الليلِ) ظاهرُه: يقتضي تعليقَ الحكم بمجرد القيام، ويحتمل أن يكون المراد: إذا
(١) رواه مسلم (٢٨٩١)، كتاب: الفتن وأشراط الساعة، باب: إخبار النبي ﷺ فيما يكون إلى قيام الساعة.
(٢) وانظر ترجمته في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٦/ ١٥)، و(٧/ ٣١٧)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (٣/ ٩٥)، و"حلية الأولياء" لأبي نعيم (١/ ٣٥٤)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (١/ ٣٥٤)، و"تاريخ بغداد" للخطيب (١/ ١٦١)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (١٢/ ٢٥٩)، و"المنتظم" لابن الجوزي (٥/ ١٠٤)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (١/ ٧٠٦)، و"تهذيب الكمال" للمزي (٥/ ٤٩٥)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (٢/ ٣٦١)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٢/ ٤٤)، و"تهذيب التهذيب" له أيضًا (٢/ ١٩٣).