घुम्मा का उद्घाटन
كشف الغمة
ويجاهد المشركين ويذب عن الإيمان ويقتل أهل الزيغ والطغيان، وينشر العدل ويولى الإحسان، ويشيد معالم الكتاب والسنة، وكان مقامه مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد البعثة ثلاثا وعشرين سنة، منها ثلاث عشرة سنة بمكة قبل الهجرة مشاركا له في محنته كلها، متحملا عنه أكثر أثقالها، صابرا معه على اضطهاد [1] قريش وتكذيبهم له، قائما بما يأمره به، صابرا محتسبا راضيا، وعشر سنين بعد الهجرة بالمدينة يكافح دونه [2] ويجالد ويجهد بين يديه في قمع الكافرين ويجاهد، ويقيه بنفسه في المواقف والمشاهد، ويثبت إذا تزلزلت الأقدام وكلت السواعد، إلى أن قبضه الله إلى رحمته [3] واختار له دار كرامته، ورفعه في عليين، فمضى صلوات الله عليه وآله الطاهرين ولأمير المؤمنين (عليه السلام) يومئذ من العمر ثلاث وثلاثون سنة.
واختلفت الامة في إمامته بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقالت شيعته وهم بنو هاشم كافة وسلمان وعمار وأبو ذر والمقداد وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وأبو أيوب الأنصاري وجابر بن عبد الله وأبو سعيد الخدري في أمثالهم من أجلة المهاجرين والأنصار: أنه كان الخليفة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما اجتمع له من صفات الفضل والكمال والخصائص التي لم تكن في غيره، من سبقه إلى الإسلام، ومعرفته بالأحكام، وحسن بلائه في الجهاد، وبلوغه الغاية القصوى في الزهد والورع والصلاح، وما كان له من حق القربى، ثم للنص الوارد في القرآن وهو قوله تعالى: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون @HAD@ [4] وهذه الآية نزلت بالإجماع فيه (عليه السلام) حين تصدق بخاتمه في صلاته.
وإذا ثبت هذا فكلما ثبت لله ولرسوله من الولاية فهو ثابت لعلي (عليه السلام) بنص القرآن، وبقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الدار [5]، وقد جمع بني عبد المطلب خاصة وقال: من
पृष्ठ 81