घुम्मा का उद्घाटन
كشف الغمة
كان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يصلي في كل ليلة ألف ركعة وكذا علي بن الحسين بن علي، وعلي بن عبد الله بن جعفر، وعلي بن عبد الله بن العباس (عليهم السلام) مع الحلم والعلم وكظم الغيظ والصفح الجميل والاجتهاد المبرز، فلو أن خصلة من هذه الخصال أو داعية من هذه الدواعي عرضت لغيرهم لهلك وأهلك.
اعلم أنهم لم يمتحنوا بهذه المحن ولم يتحملوا هذه البلوى إلا لما قدموا من العزائم التامة والأدوات الممكنة، ولم يكن الله ليزيدهم في المحنة إلا وهم يزدادون على شدة المحن خبرا وعلى التكشف تهذيبا.
وجملة أخرى مما لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) خاصة: الأب أبو طالب، والجد عبد المطلب بن هاشم، والام فاطمة بنت أسد بن هاشم، والزوجة فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سيدة نساء العالمين، والولد الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، والأخ جعفر الطيار في الجنة، والعم العباس وحمزة سيد الشهداء في الجنة، والعمة صفية بنت عبد المطلب، وابن العم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأول هاشمي بين هاشميين كان في الأرض من ولد أبي طالب، والأعمال التي يستحق بها الخير أربعة: التقدم في الإسلام، والذب عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن الدين، والفقه في الحلال والحرام، والزهد في الدنيا وهي مجتمعة في علي بن أبي طالب متفرقة في الصحابة، وفي علي يقول أسد بن رقيم يحرض عليه قريشا وأنه قد بلغ منهم على حداثة سنه ما لم يبلغه ذووا الأسنان:
في كل مجمع غاية أخزاكم
جذع أبر على المذاكي القرحي [1]
لله دركم ألما تنكروا
قد ينكر الضيم الكريم ويستحي [2]
هذا ابن فاطمة الذي أفناكم
ذبحا ويمشي آمنا لم يجرح
أين الكهول وأين كل دعامة
للمعضلات وأين زين الأبطح [3]
أفناهم ضربا بكل مهند
صلت وحد غزاره لم يصفح [4]
पृष्ठ 56