154

سواء الطريق، فهم يستخرجون الغوامض بالفكر الدقيق، وينظرون إلى الغيب من وراء ستر رقيق وقليل ما هم.

ونذكر هاهنا ما ورد في تفضيله (عليه السلام) على الأصحاب صريحا والله المستعان.

نقلت من مناقب الخوارزمي عن بريدة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قم بنا يا بريدة نعود فاطمة، فلما أن دخلنا عليها أبصرت أباها دمعت عيناها، قال: ما يبكيك يا ابنتي؟ قالت: قلة الطعم وكثرة الهم وشدة السقم، قال لها: أما والله ما عند الله خير مما ترغبين إليه، يا فاطمة أما ترضين إني زوجتك خير أمتي أقدمهم سلما وأكثر هم علما وأفضلهم حلما، والله إن ابنيك سيدا شباب أهل الجنة.

وقريب منه

ما نقلته من كتاب الذرية الطاهرة للدولابي [1] بخط الشيخ ابن وضاع قال: لما بلغ فاطمة تزويجها بعلي بكت فدخل عليها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال:

مالك يا فاطمة تبكين؟ فو الله لقد أنكحتك أكثرهم علما وأفضلهم حلما وأولهم سلما.

ومن مسند أحمد بن حنبل عن معقل بن يسار قال: وضأت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) [2] ذات يوم فقال: هل لك في فاطمة نعودها؟ فقلت: نعم، فقام متوكئا علي فقال: أما إنه سيحمل ثقلها غيرك، ويكون أجرها لك، قال: فكأنه لم يكن علي شيء حتى دخلنا على فاطمة، فقال: كيف تجدينك؟ قالت: والله لقد اشتد حزني واشتدت فاقتي وطال سقمي.

حدثنا عبد الله قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده في هذا الحديث قال: أو ما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلما وأكثر هم علما وأعظمهم حلما.

ومن مناقب الخوارزمي عن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة.

ومنه عن ابن عباس قال: أتي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بطائر، فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك، فجاء علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: اللهم واله.

पृष्ठ 159