ووضعه في بيته، فدعت الآنصار رسول الله إلى النزول معهم، فقال: المرء عند رحله. فنزل عند أبى أيوب خالد بن زيد، فسأله عن المنزل، لمن هو، فأخبره معاذ، وقال: هو ليتيمين عندى. فدعاهما رسولها صلى الله ليه وسلم، فاشتراه منهما، وبناه مسجدا، فكان ينقل معهم اللبن في بنيانه، وهو يقول: اللهم إن الأجر أجر الآخرة، فارحم الأنصار والمهاجرة».
ثم إن عبد الله بن الأريقط، رجع من المدينة إلى مكة، فأخبر عبد الله بن أبى بكر بمكان أبيه، فخرج عبد الله بن أبى بكر بعيال أبيه إلى المدينة، وصحبهم طلحة بن عبيد الله، ومعهم أم رومان، وهي أم عائشة، وعبد الرحمن، حتى قدموا المدينة، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى علي بن أبى طالب، وأتى رافع، ليخرجا بأهله سودة بنت زمعة، وبناته، فخرجا بهم، حتى بلغا المدينة، فبنى رسول الهى الله عل ليه وسلم بعائشة، في شهر شوال، وهى بنت تسع سنين، ومكثت معه تسع سنين.
وفى هذه السنة، زيدت صلاة الحضر، وأقرت صلاة السفر ركعتين، إلا المغرب، فإنها ثلاث في الحضر والسفر، وكذلك الفجر، ركعتان في الحضر والسفر.
وفى هذه السنة، آخا النبي صلى الله عليه وسلم (105) بين المهاجرين والأنصار، على الحق والمساواة، يتوارثون بعد الممات دون دوي الأرحام، وكانوا تسعين رجلا وثلاثمائة رجل، نصف من المهاجرين، ونصف من الأنصار، وكان ذلك قبل بدر، ثم أنزل الله (وأولوا الأرحام بعضهم أولت يعض في كتنب الله من المؤمنين والمهاجرين ) فنسخت ما كان قبلها، ورجع كل إنسان إلى تسبه وورثة أرحامه.
पृष्ठ 294