155

कश्फ़ अल-गुम्मत

كشف الغمة

शैलियों

وأما الحارث بن قيس، فإنه أكل سمكا مملوحا فى الليل، فأخذه عطشر شديد، فجعل يشرب من الماء ولا يروى، وكلما تنفس قال: قتلنى رب محمد، حتى شرب قربة ماء، فانفتق بطنه، فمات.

وأما الأسود بن عبد يغوث، فإنه انطلق إلى بعض مياه بنى كنانة، فجعل يحذرهم النبي صلى الله عليه وسلم، وينهاهم عن اتباعه، فقال لهم: إن قلتم إن محمدا ساحر صدقتم، وإن قلتم: إنه مجنون، صدقتم، ومن أخذه، ودفعه إلينا، فله مائة مر لإبل. تم رجع إلى أهله، وقد شوه الله خلقه، وسود جلده، وصار كالحبشى، فلما أتى أهله، أنكروه، ولم يعرفوه، وأغلقوا دونه الباب، فجعل يقول لهم: أنا الأسود بن عبد يغوث. قالوا: كذبت بل أنت لص، اخرج عنا، فلما طردوه، جعل يطوف في شعاب مكة، ويقول: قتلني رب محمد، فلم يزل كذلك حتى مات.

وأما الأسود بن عبد المطلب، فإنه كان له ابن يتجر إلى الشام، وقد خرج إلى الشام، ووعده أن يرجع يوم كذا، وقت كذا، وقاس له المراحل، فأبطأ عليه، فقال لغلامه: اخرج بنا إلى الصحراء، نلتقى ولدى، فقد أبطأ علينا، فخرجا، فقال للغلام: هل ترى شيئا؟ قال: أرى سوادا، قال: انطلق بنا إليه، فعسى أن يكون ذلك ولدى، فانطلقا إليه، فإذا هى سمرة قد رفعت لهما، وأتى جبريل، فجعل يضرب وجهه بأغصان تلك السمرة، ونادى الأسود: أدرك يا غلام، فإن رب محمد قتلنى، فقال الغلام: ما أرى أحدا يضربك. فلم يزل يضربه جبريل، حتي مات.

فأنزل الله: (إنا كفينك المستهزءين ه الذين يجعلون مع الله إلنها عاخر فسوف بعلمون) [الحجر: 96،95).

पृष्ठ 217