12

وترنحت قرنفلة تحت عنف الضربة وتأوهت قائلة: ما كنت أتصور أنني سأتعرض لمرارة التجربة مرة أخرى.

ومن شدة الأسى صعدت إلى شقتها.

وهيأ لنا غيابها حرية للمناقشة فقال طه الغريب: حتى أنا ورغم البراءة والسن بت أخشى على نفسي.

فقال رشاد مجدي متهكما بالرغم من شحوب وجهه: ممكن أن يشك في أمرك رجال الثورة العرابية لا هذه الثورة!

وتساءل محمد بهجت: ترى ما وراء ذلك؟

فقال زين العابدين عبد الله: إنهم شبان ذوو خطورة فما وجه العجب فيما يقع لهم؟ - ولكنهم من أبناء هذه الثورة!

فضحك زين العابدين وقال: الانتماء إلى الثورة حجة شائعة بين أعدائها، كنت في شبابي إذا ضبطني أحد في الطريق إلى درب طياب تعللت بأنني ذاهب للصلاة في الجامع الأحمر!

فقال طه الغريب: إنهم يبدعون في نشر الرعب سامحهم الله.

وبعد مرور أيام جالستني قرنفلة، طالعتني بوجه كئيب ثم سألتني باهتمام: خبرني عن معنى ذلك؟

قرأت خواطرها الخفية ولكنني تجاهلتها، فقالت: توجد حولنا أسرار!

अज्ञात पृष्ठ