नफरत और दोस्ती, फ्लर्टेशन और प्रेम और विवाह
كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج
शैलियों
هز رأسه نافيا، دون أن ينظر إليها. عرفت أنه كان يكذب. كان يكذب، كان مصدوما، إلى أي مدى كان ينوي التدخل في حياتها؟ لماذا لا تنهار وتخبره بما شعرت به من ذهول - لماذا لا تقولها، قشعريرة البرد التي أحاطت بقلبها - حين رأت ما كان لويس قد كتبه؟ حين رأت أن ذلك كان كل ما كتبه.
قالت: «لا عليك، كانت فقط بعض أبيات من الشعر.»
كانا شخصين لا توجد بينهما أرض وسيطة، لا شيء بين الرسميات المهذبة والحميمية الغامرة. ما كان بينهما، عبر كل تلك السنوات، ظل متوازنا بفضل العلاقة الزوجية لكل منهما على حدة. كانت زيجتاهما هي المحتوى الحقيقي لحياتيهما؛ فزواجها من لويس، الذي كان أحيانا حادا ومربكا، كان محتوى حياتها الذي لا استغناء عنه. وقد اعتمد هذا الأمر الآخر على زيجتيهما، من أجل عذوبته ووعده بالسلوى. كان أمرا من المستبعد أن ينهض ويواصل حياته قائما بذاته، حتى لو كان كل منهما حرا. ومع ذلك فقد كان شيئا ما، يكمن الخطر فقط في تجربته، ورؤيته يتحطم أشلاء ثم التفكير في أنه لم يكن شيئا مذكورا.
أشعلت الموقد، أعدت براد الشاي ليدفأ. قالت: «لقد كنت في غاية الطيبة ولم أشكرك حتى. لا بد أن تتناول بعض الشاي.»
قال: «سيكون ذلك لطيفا.»
وحين جلسا إلى المائدة، وصب الشاي في القدحين، وقدم الحليب والسكر - في اللحظة التي يفترض بها أن تصاب بالهلع - خطر لها خاطر في غاية الغرابة.
قالت: «ما طبيعة ما تقوم به في الحقيقة؟» «طبيعة ماذا؟» «أقصد، ما الذي قمت به معه، ليلة أمس؟ أم أنه من النادر أن يسألك أحد عن ذلك؟» «ليس بهذا التفصيل.» «هل تمانع؟ لا تجبني إن كنت لا تريد.» «السؤال مفاجئ.» «أنا نفسي مندهشة أنني سألتك.» «حسنا إذن، لا بأس.» هكذا قال، وهو يعيد قدحه إلى صحنه الصغير. «بشكل أساسي لا بد أن نقوم بتصفية الأوعية الدموية وكذلك ما بالجوف، وبهذا يمكن الاهتمام بمشكلات التخثرات، وهكذا أقوم بما يجب القيام به لتجاوز تلك المشكلة. في أغلب الحالات يمكن الاستعانة بحبل الوريد، ولكن أحيانا يتوجب القيام ببزل للقلب. وكذا نستخلص محتويات جوف البدن باستخدام شيء يسمى مبزلا، وهو أقرب إلى إبرة طويلة ورفيعة على أنبوب مرن. ولكن بالطبع يختلف الأمر كله إذا حدث تشريح للجثة وتم استخراج أعضائها؛ يضطر المرء عندئذ لوضع حشوة بشكل ما، من أجل استعادة المحيط الخارجي الطبيعي للجسم ...»
ظل ناظرا إليها طوال الوقت وهو يخبرها بهذا، متابعا في حذر. لم يكن ثمة مشكلة بالنسبة إليها؛ فما شعرت به يستيقظ في داخلها لم يكن إلا فضولا ممتدا وباردا. «أهذا ما كنت تريدين معرفته؟» «نعم.» هكذا ردت في ثبات.
رأى أنه ليس ثمة مشكلة، فاستراح. استراح وربما شعر بالامتنان لها؛ فلا بد أنه كان معتادا على أن ينفر الناس نفورا تاما مما قام به، أو يطلقون النكات بشأن ذلك. «وبعد ذلك نحقن الجسم بالسائل، وهو محلول من الفورمالدهايد والفينول والكحول، وكثيرا ما نضيف إليه بعض الصبغة من أجل اليدين والوجه. يعطي الجميع أهمية خاصة للوجه وهناك كثير مما يجب عمله فيه، مع جراب العين وخياطة اللثة. هذا علاوة على التدليك والاهتمام بالرموش وإضافة مساحيق زينة من نوع خاص. لكن الناس يهتمون كثيرا بالأيدي ويريدونها ناعمة وطبيعية وغير مجعدة عند أطراف الأنامل ...» «قمت بكل ذلك العمل!» «لا بأس. لم يكن ما تريدينه. ما هي إلا أمور تجميلية نقوم بها، في معظم الأحوال. ذلك ما نحرص عليه في أيامنا هذه أكثر من أي تدابير لحفظ الجسد على مدار فترة طويلة. حتى لينين العجوز، كما تعلمين، كان عليهم الاستمرار في ذلك وإعادة حقن الجثة حتى لا تتفسخ أو تفقد لونها، لا أدري إن كان هناك من لا يزال يقوم بذلك حتى الآن.»
شيء ما في صوته دفعها للتفكير في لويس، شيء من الاتساع، أو الطمأنينة، مصحوبا بالجدية. ذكرها ذلك بلويس في الليلة قبل الأخيرة، وهو يتحدث إليها في ضعف ولكن في رضا عن الكائنات وحيدة الخلايا - لا نواة، ولا كروموسومات مزدوجة، ولا أي شيء آخر؟ - كان هذا هو الشكل الوحيد من أشكال الحياة الذي وجد على الأرض لما يقرب من ثلثي تاريخ الحياة على الأرض.
अज्ञात पृष्ठ