المبحث الثالث مؤلفاته
من خلال الاطلاع على حياة الواسطي يجد الباحث قلّة الكتب والتآليف التي ذكرها المؤرخون له. حيث لم تتجاوز العشرة كما سنرى. والذى يطّلع على الكنز يؤمن قطعا أن مؤلّفه كان ذا علمية واسعة وحمّال علم غزير ليس عند الناس مثله في زمانه. يؤيد هذا أقوال العلماء بحق الواسطي مما أسلفنا سابقا عن ابن الجزري وابن حجر والسلامي. وأن هذه النصوص الشّاهدة على علم الواسطي تدفعنا إلى القول بكثرة مؤلّفاته العلمية التي لم يصلنا منها إلا القليل بسبب الآتي:
١ - إنّ عدم وصول هذه المؤلفات كان بسبب الفتن والمحن التي اجتاحت العالم الإسلامي آنذاك وأتت على تآليف العلماء فبدّدت وطمست الكثير منها والواسطي كان واحدا منهم فأصاب مؤلّفاته ما أصاب.
٢ - إنّ العلماء المنسوبين إلى واسط كثيرون. وكثير منهم اختصّ وكتب في علوم القرآن وبالذات القراءات القرآنية وهذه الكثرة رافقتها المماثلة الموجودة في الأسماء والكني والألقاب الخاصة بالمؤلفين الواسطيين الأمر الذى أدّي إلى الخلط في نسبة الكتب إلى أصحابها. وهذه الظاهرة- أعني التشابه- أدّت إلى الخلط في نسبة الكثير من الكتب إلى مؤلفيها الحقيقيين ولذلك نجد بين زمن وآخر من يقوم من الباحثين الغيارى بعبء كبير لأجل تصحيح نسبة كتاب ما إلى مؤلّفه.
لقد وجد الباحث بعد طول البحث والاستقصاء أنّ مؤلّفات الواسطي تتمثل بالآتي:
١ - تحفة الإخوان في مآرب القرآن: ذكره بهذا الاسم ابن حجر قائلا: (وصنّف
1 / 30