كنز الفوائد
كنز الفوائد
في الشرعيات وما يستغني به متامله عن ايراد ما سواه ثم ان الامر بخلاف ما ظننت وقد تناصرت الادلة بحظر القياس من القرآن وثابت الاخبار قال الله عزوجل * (ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون) * المائدة ولسنا نشك في ان الحكم بالقياس حكم بغير التنزيل وقال سبحانه * (ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب) * النحل ومستخرج الحكم في الحادثة بالقياس لا يصح له ان يضيفه الى الله ولا الى رسول الله صلى الله عليه واله وإذا لم يصح اضافته اليهما فانما هو مضاف الى القائس دون غيره وهو المحلل والمحرم في الشرع بقول من عنده وكذب وصفة بلسانه فقال سبحانه * (ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا) * الاسراء ونحن نعلم ان القائس معول على الظن دون العلم والظن مناف للعلم الا ترى انهما لا يجتمعان في الشئ الواحد وهذا من القرآن كاف في افساد القياس وأما المروي في ذلك من الاخبار فمنه قول رسول الله صلى الله عليه واله ستفترق امتي على بضع وسبعين فرقه اعظمها فتنة على امتي قوم يقيسون الامور برايهم فيحرمون الحلال ويحللون الحرام وقول أمير المؤمنين عليه السلام اياكم والقياس في الاحكام فانه اول من قاس ابليس وقال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام اياكم وتقحم المهالك باتباع الهوى والمقاييس قد جعل الله تعالى للقرآن اهلا اغناكم عن جميع الخلائق لا علم إلا ما امروا به قال الله تعالى * (فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) * ايانا عني وجميع أهل البيت عليهم السلام افتوا بتحريم القياس (وروى) عن سلمان الفارسي رحمه الله انه قال ما هلكت امة حتى قاست في دينها (وكان ابن مسعود) يقول هلك القائسون وفي هذا القدر من الاخبار غنى عن الاطالة والاكثار (وقد روى هشام بن عروة) عن أبيه قال ان أمر بني اسرائيل لم يزل معتدلا حتى نشا فيهم ابناء سبايا الامم فقالوا فيهم بالراي فاضلوهم قال ابن عيينة فما زال أمر الناس مستقيما حتى نشأ فيهم ربيعة الرائي بالمدينة وأبو حنيفة بالكوفة وعثمان النبي بالبصرة وافتوا الناس وفتنوهم فنظرنا فإذا هم اولاد سبايا الامم فحار الخصم والحاضرون مما اوردت ولم يات أحد منهم بحرف زائد على ما ذكرت والحمد لله (ذكر مجلس) جرى لشيخنا المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان رضوان الله عليه مع بعض الخصوم في قولهم
--- [ 298 ]
पृष्ठ 297