अल-कामिल फ़ी अल-लुगत व अल-अदब
الكامل في للغة والأدب
संपादक
محمد أبو الفضل إبراهيم
प्रकाशक
دار الفكر العربي
संस्करण संख्या
الطبعة الثالثة ١٤١٧ هـ
प्रकाशन वर्ष
١٩٩٧ م
प्रकाशक स्थान
القاهرة
يا رسول الله، إني كنت أعمل عملًا في الجاهلية أفينفعني ذلك اليوم؟ قال: "وما عملك؟" قال: أضللت ناقتين عشرا وين، فركبت جملًا، ومضيت في بغائهما١. فرفع لي بيتٌ حريدٌ، فإذا شيخ جالس بفناء الدار، فسألته عن الناقتين، فقال: ما نارهما؟ قلت: ميسم بني دارم، فقال: هما عندي وقد أحيا الله بهما قومًا من أهلك، من مضر. فجلست معه ليخرجا إليّ، فإذا عجوز قد خرجت من كسر البيت، فقال لها: ما وضعت؟ فإن كان سقبًا٢ شاركنا في أموالنا وإن كانت حائلًا وأدناها. فقالت العجوز: وضعت أنثى! فقلت أتبيعها؟ قال: وهل تبيع العرب أولادها؟، قلت، إنما اشتري منك حياتها، ولا أشتري رقّها، قال: فبكم؟ قلت: احتكم، قال: بالناقتين والحمل، قال: قلت: ذاك لك، على أن يبلّغني الجمل وإيّاها. قال: ففعل، فآمنت بك يا رسول الله، وقد صارت لي سنّةٌ في العرب، على أن أشتري كل موءودة فقد أنقذها، فقال رسول الله ﷺ: "لا ينفعك ذلك، لأنك لم تبتغ به وجه الله وإن تعمل في إسلامك عملًا صالحًا ثبت عليه".
وكان ابن عباس يقرا: ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ، بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ﴾ ٣. وقال أهل المعرفة في قول الله ﷿: ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ، بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ﴾ إنما تسأل تبكيتًا لمن فعل ذلك بها، كما قال الله تعالى: ﴿يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ ٤.
وقوله: "وئدت"، إنما هو أثقلت بالتراب، يقال للرجل: اتّئد أي تثبّت. وتثقّل، كما يقال: توفّر، قال قصيرٌ صاحب جذيمة٥:
ما للجمال مشيهًا وئيدًا ... أجندلآً يحملن أم حديدا
أم صرفانًا باردًا شديداَ٦
١ البغاء: الطلب.
٢ السقب: الذكر من ولد الناقة.
٣ سورة التكوير٨،٩.
٤ سورة المائدة ١١٦.
٥ زيادات ر: "هذا وهم من أبي العباس، وإنما هو للزباء".
٦ الصرفان: ضرب من التمر.
2 / 65