अल-कामिल फ़ी अल-लुगत व अल-अदब
الكامل في للغة والأدب
संपादक
محمد أبو الفضل إبراهيم
प्रकाशक
دار الفكر العربي
संस्करण संख्या
الطبعة الثالثة ١٤١٧ هـ
प्रकाशन वर्ष
١٩٩٧ م
प्रकाशक स्थान
القاهرة
طمعت بليلى ان تريع وإنّما ... تقطع أعناق الرجال المطامع١
فأنشدني معرّضًا تاركًا لما قصدت له:
وباينت ليلى في خلاءٍ ولم يكن ... شهود على ليلى عدولٌ مقانع
وكان ابن عائشة يتحدث عنه حديثًا عجيبًا، ثم عرف مخرج ذلك الحديث. وذكر ابن عائشة، وحدثني عنه جماعة لا أحصيهم كثرة: أن عبيد الله بن الحسن شهد عنده رجل من بني نهشل على أمر أحسبه دينًا فقال له: أتروي قول الأسود بن يعفر:
نام الخلي فما أحسن رقادي
فقال له الرجل: لا! فردّ شهادته وقال: لو كان في هذا خير لروى شرف أهله.
١ زيادات ر "ألمت".
من أخبار سوار بن عبد الله
فحدثني شيخ من الأزد حديثًا ظننت أن عبيد الله إياه قصد، قال: تقدم رجل إلى سوّار بن عبد الله وسوّار ابن عم عبيد الله بن الحسن-يدّعي دارًا، وامرأةٌ تدافعه وتقول لسوّار: إنها والله خطّةٌ ما وقع فيها كتاب قط. فأتى المدعي بشاهدين يعرفهما سوّار، فشهدا له بالدار، وجعلت المرأة تنكر إنكارًا يعضده التصديق، ثم قالت: سل عن الشهود، فإن الناس يتغيرون، فردّ المسألة، فحمد الشاهدان. فلم يزل يريّث أمولاهم، ويسأل الجيران، فكلّ يصدّق المرأة، والشاهدان قد ثبتا، فشكا ذلك إلى عبيد الله. فقال له عبيد الله: أنا أحضر مجلس الحكم معك فآتيك بالجليّة إن شاء الله تعالى، فقال للشاهدين: ليس للقاضي أن يسألكما كيف شهدتما، ولكن أنا أسألكما. قال: فقالا: أراد هذا أن يحجّ فأدارنا على حدود الدار من خارج، وقال: هذه داري، فإن حدث بي حادث فلتبع ولتقسم على سبيل كذا، قال: أفعندكما غير هذه الشهادة؟ قالا: لا، فقال: الله أكبر! وكذا ولو أدرتكما دارعلى سوّار، وقلت لكما مثل هذه المقالة، أكنتما تشهدان بها لي؟ ففهما أنهما قد اغترّا، فكان سوّار إذا سأل عن عدالة الشاهد يتبع المسألة أن يقول: أفجائز العدالة هو؟ فظننت أن عبيد الله رأى في الشاهد غفلة فاختبره بهذا وما أشبهه.
2 / 37