160

अल-कामिल फ़ी अल-लुगत व अल-अदब

الكامل في للغة والأدب

अन्वेषक

محمد أبو الفضل إبراهيم

प्रकाशक

دار الفكر العربي

संस्करण संख्या

الطبعة الثالثة ١٤١٧ هـ

प्रकाशन वर्ष

١٩٩٧ م

प्रकाशक स्थान

القاهرة

وأما قوله: "نذق برد نجدٍ"، فذاك لأن نجدًا مرتفعة وتهامة غورٌ منخفض، فنجدٌ باردة. ويروى عن الأصمعي أنه قال: هجم علي شهر رمضان وأنا بمكة، فخرجت إلى الطائف لأصوم بها هربًا من حر مكة فلقيني أعرابي فقلت له: أين تريد؟ فقال: أريد هذا البلد المبارك لأصوم هذا الشهر المبارك فيه. فقلت له: أما تخاف الحر؟ فقال من الحر أفر. وهذا الكلام نظير كلام الربيع بن خثيم، فإن رجلًا قال له - وقد صلى ليلةً حتى اصبح - أتعبت نفسك، فقال: راحتها أطلب: إن أفره العبيد أكيسهم. ونظير هذا الكلام قول روح بن حاتم بن قبيصة بن المهلب - ونظر إليه رجل واقفًا بباب المنصور في الشمس - فقال: قد طال وقوفك في الشمس! فقال روحٌ: ليطول وقوفي في الظل. ومثله من الشعر قوله: قال أبو الحسن: هو عروة بن الورد: تقول سليمى لو أقمت بأرضنا ... ولم تدر أني للمقام أطوف لعل الذي خوفتنا من ورائنا ... سيدركه من بعدنا المتخلف ويروى: "لسرنا". وقال آخر: سأطلب بعد الدار منكم لتقربوا ... وتسكب عيناي الدموع لتجمدا وهذا معنى كثير حسن جميل. وقال حبيب بن أوس الطائي: أآلفة النجب كم افتراقٍ ... أجد فكان داعية اجتماع وليست فرحة الأوبات إلا ... لموقوفٍ على ترح الوداع وقال رجل - واعتل في غربةٍ فتذكر أهله: لو أن سلمى أبصرت تخددي ... ودقةً في عظم ساقي ويدي وبعد أهلي وجفاء عودي ... عضت من الوجد بأطراف اليد

1 / 163