कमाल दीन
كمال الدين و تمام النعمة - الجزء1
शैलियों
من ظهر عنه مثل ما ظهر عن محمد بن علي وجعفر بن محمد(ع)من غير أن يتعلموا ذلك من أحد من الناس.
فإن قال قائل لعلهم كانوا يتعلمون ذلك سرا قيل لهم قد قال مثل ذلك الدهرية في النبي(ص)أنه كان يتعلم الكتابة ويقرأ الكتاب سرا وكيف يجوز أن يظن ذلك بمحمد بن علي وجعفر بن محمد بن علي(ع)وأكثر ما أتوا به لا يعرف إلا منهم ولا سمع من غيرهم.
وقد سألونا فقالوا ابن الحسن لم يظهر ظهورا تاما للخاصة والعامة فمن أين علمتم وجوده في العالم وهل رأيتموه أو أخبرتكم جماعة قد تواترت أخبارها أنها شاهدته وعاينته فيقال لهم إن أمر الدين كله بالاستدلال يعلم فنحن عرفنا الله عز وجل بالأدلة ولم نشاهده ولا أخبرنا عنه من شاهده وعرفنا النبي(ص)وكونه في العالم بالأخبار وعرفنا نبوته وصدقه بالاستدلال وعرفنا أنه استخلف علي بن أبي طالب(ع)بالاستدلال وعرفنا أن النبي(ص)وسائر الأئمة(ع)بعده عالمون بالكتاب والسنة ولا يجوز عليهم في شيء من ذلك الغلط ولا النسيان ولا تعمد الكذب بالاستدلال وكذلك عرفنا أن الحسن بن علي(ع)إمام مفترض الطاعة وعلمنا بالأخبار المتواترة عن الأئمة الصادقين(ع)أن الإمامة لا تكون بعد كونها في الحسن والحسين(ع)إلا في ولد الإمام ولا يكون في أخ ولا قرابة فوجب من ذلك أن الإمام لا يمضي إلا أن يخلف من ولده إماما فلما صحت إمامة الحسن(ع)وصحت وفاته ثبت أنه قد خلف من ولده إماما هذا وجه من الدلالة عليه.
ووجه آخر وهو أن الحسن(ع)خلف جماعة من ثقاته ممن يروي عنه الحلال والحرام ويؤدي كتب شيعته وأموالهم ويخرجون الجوابات وكانوا بموضع من الستر والعدالة بتعديله إياهم في حياته فلما مضى أجمعوا جميعا على أنه قد خلف
पृष्ठ 92