3 - أخبرنا أبو المجد زاهر بن أحمد بن حامد الثقفي بأصبهان، أن أبا عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال أخبرهم قراءة عليه: أخبرنا إبراهيم بن منصور - سبط بحرويه -، أخبرنا محمد بن إبراهيم بن المقرىء، أبنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، حدثنا عبد الأعلى - هو ابن حماد -، حدثنا معتمر، قال: سمعت أبي حدث، حدثنا نعيم بن أبي هند، عن أبي وائل، عن عائشة [رضي الله عنها ] أنها قالت: "أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أفاق: قال: "هل نودي بالصلاة؟ ".
قالت: فقلنا: لا. أو، فقيل: لا!
قال: "مري بلالا، أو: مرن بلالا، فليناد بالصلاة، ليصلي بالناس أبو بكر".
فقلت: يا رسول الله! إن أبا بكر رجل أسيف، وإنه لا يستطيع أن يقوم مقامك.
قالت: فنظر إلي - تعني حين فرغت من كلامي -، ثم أغمي عليه، فلما أفاق، قال: "هل نودي بالصلاة؟ ".
قالت: قلت: لا.
قال: "مري بلالا فليناد بالصلاة، وليصل بالناس أبو بكر، فإنكم صواحب يوسف"!
ثم أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، [و] أقام بلال الصلاة، فصلى بالناس أبو بكر.
ثم أفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجائت نويبة وبريرة فاحتملتاه، فقالت عائشة [رضي الله عنها]: فكأني أنظر إلى أصابع قدمي رسول الله صلى الله عليه وسلم تخط في الأرض أو تمس. قالت: فلما أحس أبو بكر بجيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أراد أن يتأخر، فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: وجيء بنبي الله صلى الله عليه وسلم، فوضع بحذاء أبي بكر، أو قالت: في الصف.
رواه أبو حاتم، ابن حبان في كتابه، عن الحسن بن سفيان، عن عبيد الله بن معاذ بن معاذ العنبري، عن معتمر، عن أبيه، عن نعيم بن أبي هند، عن أبي وائل، أحسبه عن مسروق، عن عائشة [رضي الله عنها].
وعنده: "قالت: فأومأت إلى حفصة، فقالت: يا نبي الله! إن أبا بكر رجل رقيق، لا يستطيع أن يقرأ إلا يبكي، قالت: فنظر إليها حين فرغت من كلامها".
وعنده: "قالت: فأقام بلال الصلاة، وصلى بالناس أبو بكر، ثم أفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجائت نوبة وبريرة، فاحتملناه"، وذكر بقيته.
قال أبو حاتم: "هذا خبر توهم من لم يحكم صناعة الأخبار، ولا يفقه في صحيح الآثار، أنه يضاد سائر الأخبار الذي تقدم ذكرنا لها".
قلت: وقد قدم حديث عائشة الذي رواه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عنها، وأن النبي صلى الله عليه وسلم خرج بين رجلين، أحدهما العباس والآخر علي، رضي الله عنهما، ثم قال: وليس بين أخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم تضاد، ولا تهاتر، ولا يكذب بعضها بعضا، ولا ينسخ شيء منها القرآن، بل تفسر عن مجمل الكتاب ومبهمه، وتبين عن مختصره ومشكله.
وقد دللنا - بحمد الله ومنه - على أن هذه الأخبار التي رويت، [كانت] في صلاتين لا صلاة واحدة، على حسب ما وصفنا.
فكان خروج النبي صلى الله عليه وسلم إليها بين رجلين، وكان فيها إماما، وصلى بهم قاعدا، وأمرهم بالقعود في تلك الصلاة.
وهذه الصلاة كان خروج النبي صلى الله عليه وسلم بين بريرة ونوبة، وكان فيها مأموما، وصلى قاعدا في الصف خلف أبي بكر.
قلت: وقد رواه غير واحد، عن عائشة رضي الله عنها.
पृष्ठ 25