الثاني: الواقف على متن هذا الحديث يظهر له أنه [مصنوع] موضوع، لأن الشعر الذي فيه لا يناسب شعر العرب، ولا يليق بجزالة شعرهم وألفاظهم، وإنما يليق بشعر المولدين، يدرك ما ذكرناه بالذوق الضروري من له خبرة بشعر العرب والمولدين، وكذلك ألفاظ متن الحديث لا يليق بكلام النبي صلى الله عليه وسلم ؛ ولا بكلام أصحابه، وكذلك معناه لا يليق بهم؛ للذي صح عندنا من أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحوال أصحابه من الجد والاجتهاد وحسن الهيئة.
وكذلك تمزيق الرداء على أربعمائة قطعة لا يليق بهم، وكيف يفعل هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد نهى عن إضاعة المال؟ كل ذلك يبعده الحس، وينفر منه النفس، حتى ذكر الشيخ شهاب الدين السهروردي هذا الحديث مستدلا به، ثم قال: ويخالج فكري أنه غير صحيح، ويأبى القلب قبوله.
الثالث: أن هذا الحديث مما ينكره قلوب العلماء، ويقشعر منه جلود الفضلاء، وما كان كذلك فلا يقوله النبي صلى الله عليه وسلم، بدليل قوله عليه السلام: ((إذا حدثتم عني بحديث تعرفونه ولا تنكروه فصدقوا به، وما تنكرونه فكذبوه)).
पृष्ठ 37