قد كان في أولاد أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه جماعة اسم كل واحد منهم عاصم، هذا الذي في هذا الإسناد دونهم في الحفظ والإتقان، وكان يضطرب في إسناده، فتارة يقفه على عمر رضي الله عنه ولا يسنده إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ومرة لا يذكر عامر بن ربيعة أبا عبد الله بل يقول: عن عبد الله بن عامر عن عمر، ولعبد الله رواية أيضا عن عمر رضي الله عنه. وقد اجتمع في إسناده ثلاثة صحابيون فإن عامر بن ربيعة صحابي مشهور، وابنه عبد الله له رواية عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقد كان سفيان بن عيينة سمعه أولا من عبد الكريم الجزري عن عبدة عن عاصم، ثم سأله عبدة، ثم سمعه من عاصم، علا فيه رجلين وهو إسناد عزيز، وقع لي بحمد الله ومنه عاليا رواه أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ومن هو أقدم منه سنة ثلاثين وأربعمائة فما قبلها، عن أبي علي الصواف، عن بشر بن موسى، عن الحميدي عبد الله بن الزبير، عن سفيان، وكان من أعلى ما كان عندهم إذ ذاك فكأني سمعته منهم في ذلك الوقت من نحو أربعين ومائة سنة.
وفي الحديث زيادة ربما كان سفيان يحدث بها، وربما سكت، عنها وهو قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((فإن المتابعة بينهما تزيد في #34# الأجل))، لا يحدث بها مخافة أن يحتج به القدرية وليس لهم فيه حجة بحمد الله ومنه.
पृष्ठ 33