تزينه فائحات الورد والآس
أما الفضيلة فالخلاق يقرنها
بما يذيب الحشا في أفضل الناس
ويقولون إن سبل الفضيلة عسرة المرتقى كالشم الرواسي، ويستشهدون بهوميرس لإثبات تأثير الناس في نفوس الآلهة وتحويلها عن مقاصدها. قال:
4
حتى الإلاهات ترشى في محاكمها
فتعلن الصفح عما قد جنى الرجل
تجود بالعفو عنه بعد نقمتها
حتى غدا برضاها يضرب المثل
وقد أصدروا عددا عديدا من الكتب من تآليف موزيوس وأورفيوس ابني القمر والزهرة - اثنتين من إلاهات الفنون على ما يزعمون - فيها طقوس لإقناع الأمم والأفراد فقط أنه بواسطة الذبائح والولائم للأحياء والأموات، وبواسطة الرياضات الروحية التي يدعونها أسرارا، تغسل ذنوبهم وتستر عيوبهم وتطهر قلوبهم، وأن هذا هو سر نجاتهم من العذاب الأبدي الذي يحل بمن لم يستعدوا للفوز بالبر، بواسطة الذبائح والقرابين. فماذا عسانا أن نتصور يا سقراط أن يكون تأثير هذه الأقاويل وأمثالها في الفضيلة والرذيلة وجزائهما، في عقول شبابنا، وهي تملى على مسامعهم كل يوم بصور عديدة متنوعة؟ وبعضهم حصفاء أرباب فطن، قادرون على بلوغ قنن الأفكار كما تبلغ الجوارح قنن الجبال، فيتذوقون هذه الأقوال، ويفكرون بأية طريقة وأية أوصاف يمكنهم أن يجتازوا معارج الحياة؟ فمن أرجح الممكنات أن يناجي الشاب نفسه بقول بندار:
अज्ञात पृष्ठ